شهدت الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الأخيرة طفرة في مبيعات السيارات الكهربائية، مع دخول عشرات العلامات الجديدة إلى السوق. ورغم أن هذا التنوع يمنح المستهلك خيارات عديدة، إلا أنه يطرح تحديات حقيقية عند إعادة البيع. فشراء سيارة كهربائية غير مناسبة قد يعني خسارة آلاف الدراهم خلال سنة واحدة فقط. فما الذي يجعل سيارة كهربائية تحتفظ بقيمتها؟ وكيف تتجنب الطرازات التي تتدهور قيمتها بسرعة؟
في الإمارات يعتمد معظم السائقين على الشحن المنزلي أو المكتبي المعتمد على التيار المتردد، وليس الشحن السريع إلا في الرحلات الطويلة. لذا، فإن الطرازات التي تفتقر إلى دعم الشحن بالتيار المستمر السريع ثلاثي الطور تستغرق أكثر من 10 ساعات للشحن الكامل، ما يجعلها غير عملية لحياة المدينة اليومية.
فعلى سبيل المثال، سيارات مثل Forthing S7 وLeapmotor C10 مرشحة لخسارة قيمة ملحوظة بسبب هذا القيد، خصوصًا مع انتشار المباني الجديدة المجهزة بمحطات شحن ثلاثية الطور كمعيار أساسي.
رغم أن معظم سكان الإمارات يقودون مسافات قصيرة يوميًا، إلا أن توقعاتهم تختلف عند القيام برحلات طويلة إلى أبوظبي أو العين أو الشارقة.
فالسيارات التي توفر مدى يقل عن 400 كم لكل شحنة بدأت تختفي من قوائم العروض التجارية وبرامج الاستبدال. على سبيل المثال، الطراز الأساسي من جيلي جيومتري C الذي يقدم مدى أقل من 400 كم يعاني الآن من انخفاض واضح في قيمته السوقية.
والمشترون يعرفون جيدًا معاناة البحث عن شواحن عامة في ظروف الطقس الحار أو المواقع المزدحمة، ولن يخاطروا بشراء سيارة لا تلبي متطلباتهم اليومية والبعيدة.
أحد أكبر المخاطر في سوق السيارات الكهربائية بالإمارات هو دخول علامات جديدة تفتقر إلى خبرة أو شبكة دعم ما بعد البيع.
وقد أصبح المستهلك الإماراتي يفضل العلامات المعروفة التي توفر أكثر من طراز واحد في تشكيلتها، خدمات صيانة وضمان متكاملة، وانتشار واسع للوكيل داخل الدولة.
مع تسارع التحول نحو المركبات الكهربائية في الإمارات، لن يكون التصميم الجذاب أو الشاشة العملاقة كافيًا. ما يحدد قيمة السيارة الحقيقية هو سرعة الشحن، مدى القيادة، واسم العلامة التجارية. لذلك، فإن اتخاذ قرار واعٍ ومدروس عند شراء سيارة كهربائية في 2025 قد يعني الفرق بين استثمار ذكي وخسارة مبكرة.