في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة التطور الكهربائي، أطلقت مرسيدس خطوة هندسية مذهلة عبر محركها الجديد بتقنية Axial Flux، والذي تم تطويره بواسطة شركة Yasa البريطانية التابعة لها. هذا المحرك لا يُشبه أي وحدة دفع كهربائية تقليدية، فهو صغير الحجم، خفيف الوزن، لكنه يولّد قوة خارقة قد تغيّر مستقبل السيارات الكهربائية للأبد.
شركة Yasa -ومقرها في أوكسفوردشاير بالمملكة المتحدة- أعلنت عن تحقيق رقم قياسي عالمي جديد في كثافة القدرة (Power Density)، حيث وصل المحرك إلى 59 كيلوواط لكل كيلوجرام أي ما يعادل 79 حصانًا لكل كيلوجرام واحد.
وبلغة أبسط، هذا المحرك ينتج 35 حصانًا لكل رطل فقط من وزنه، أي ضعف الأداء الذي قدمته الشركة في إنجازها السابق.
الأمر المدهش أن وزن المحرك لا يتجاوز 12.7 كيلوجرامًا فقط (28 رطلاً)، لكنه قادر على توليد قدرة ذروية تبلغ 1,006 حصان (750 كيلوواط)، وهي أرقام عادةً ما نراها في سيارات خارقة تزن أطنانًا.
ورغم أن القدرة القصوى للمحرك مذهلة، إلا أن أداؤه المستمر أيضًا مثير للإعجاب. تشير Yasa إلى أن المحرك قادر على الحفاظ على قدرة مستمرة تتراوح بين 350 إلى 400 كيلوواط (حوالي 600 حصان)، من محرك يزن أقل من حقيبة سفر متوسطة!
هذه التقنية تعتمد على تصميم المحرك المسطح على شكل قرص (Axial Flux) بدل التصميم التقليدي الأسطواني (Radial Flux)، ما يتيح توزيعًا أكثر كفاءة للطاقة وتقليل فقدان الحرارة الناتج عن الاحتكاك.
وفقًا لتيم وولمر، المؤسس والرئيس التقني لشركة Yasa، فإن هذا ليس نموذجًا تجريبيًا رقميًا أو فكرة على الورق، بل محرك حقيقي يعمل على أجهزة القياس في المختبر، تم بناؤه باستخدام مواد قياسية قابلة للإنتاج التجاري، دون الحاجة إلى عناصر نادرة أو مكلفة.
وصرّح وولمر: “هذا ليس مفهومًا نظريًا، بل محرك فعلي يعمل الآن على الدينامومتر، يمثل خطوة حقيقية نحو الجيل القادم من المحركات الكهربائية.”
استحوذت مرسيدس على شركة Yasa في عام 2021، ومنذ ذلك الحين تعمل على دمج تقنيتها الثورية في الجيل القادم من سياراتها الفاخرة مثل AMG سوبر سيدان واس يو في الكهربائية عالية الأداء. والهدف هو إنتاج سيارات كهربائية بقدرات مذهلة وأوزان أقل، مع كفاءة طاقة غير مسبوقة.
وبهذه التقنية، يبدو أن مرسيدس تمهّد الطريق نحو عصر جديد من السيارات الكهربائية التي تجمع بين الأداء الفائق، والوزن الخفيف، والاستدامة العالية.