في ظل التطور المستمر لصناعة السيارات، باتت الأفكار الجديدة من المصممين والمهندسين الشباب أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالمفاهيم المستقبلية لا تقدّم فقط لمحة عمّا قد نقوده يوماً ما، بل تكشف أيضاً عن رؤى جريئة تتجاوز المألوف، كما فعل أحد الطلاب من خلال تصميمه لسيارة "هيونداي أوبسيديان"، ذات الخطوط الحادة والمظهر اللافت.
السيارة التي أطلق عليها اسم أوبسيديان –وتعني الحجر البركاني الأسود– تبدو وكأنها خرجت من أحد أفلام الخيال العلمي المستوحاة من رؤى الثمانينيات للمستقبل. يحمل تصميمها الأمامي شكل جريء يشبه تطوراً طبيعياً لطراز "أيونك 5"، لكن كما لو تم إطلاقه بعد عقدين من الزمن. وتزين المصابيح البكسلية المميزة من هيونداي الواجهة الأمامية المسطحة، مما يضفي عليها طابعاً رقمياً مستقبلياً متناسقاً.
لم يغفل المصمم دومينيك أنديرس –وهو طالب حصل على دعم من هيونداي– عن التفاصيل العملية أثناء تصميمه لأوبسيديان. فقد حرص على استغلال المساحة الداخلية إلى أقصى حد، من خلال سقف مسطح ينتهي بجزء خلفي على هيئة هاتشباك، ما يوفر رحابة في ارتفاع الرأس للركاب. هذا التصميم يؤكد على توازن مدروس بين الرؤية الفنية ومتطلبات الاستخدام اليومي.
ويبدو أن هذا النهج يضع أوبسيديان في ذات الفئة مع مفاهيم هيونداي الأخرى المثيرة للإعجاب مثل "Grandeur Heritage" و"Pony Coupe"، اللتين نالتا اهتماماً واسعاً خلال السنوات الماضية.
رغم كل هذا الإبداع، تظل أوبسيديان حتى الآن مجرد مفهوم تصميمي، وقد تم عرضها ضمن فعاليات Car Design Event 2025 في مدينة ميونيخ الألمانية. وقد تضمن المعرض أيضاً مفاهيم أخرى من هيونداي مثل "Initium"، إلى جانب تصاميم مبتكرة من شركات سيارات أخرى.
لكن الأمل لا يزال قائماً. فتاريخ هيونداي القريب يُظهر أنها لا تتردد في اعتماد تصاميم طلابية جريئة ضمن نماذجها المستقبلية. وإن دل إعجاب المتابعين والنقاد بهذا التصميم على شيء، فهو أن أوبسيديان قد تكون نواة لتوجه جديد في هوية هيونداي التصميمية.
تصميم أوبسيديان ليس مجرد تمرين أكاديمي، بل هو دليل على أهمية منح الفرصة للمواهب الشابة لإعادة تخيل ما يمكن أن تكون عليه السيارات. إن دمج الجرأة البصرية مع المتطلبات العملية هو ما يجعل هذا المفهوم قابلاً للتطبيق فعلاً. ونتمنى أن ترى هيونداي في هذا التصميم قاعدة تنطلق منها نحو الجيل الجديد من سياراتها الكهربائية.