في فعالية "يوم المستثمرين" الأخيرة التي عقدتها هيونداي في سيول، كشفت الشركة عن خططها الطموحة للسنوات المقبلة، مشيرة إلى دفع قوي في سوق السيارات الكهربائية. حيث تسعى هيونداي إلى تسريع انتقالها نحو التنقل الكهربائي حتى في الوقت الذي تقوم فيه شركات تصنيع السيارات الأخرى بتقليص مبادراتها في هذا المجال. ولم تكتفِ شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية بتوسيع تشكيلة سياراتها الكهربائية فقط، بل قدمت أيضًا مركبة جديدة تُعرف باسم "المركبات الكهربائية ذات المدى الممتد" (EREV) التي تجمع بين مزايا الطاقة الكهربائية واحتراق الوقود التقليدي.
وأحد النقاط البارزة في الفعالية كان الإعلان عن أن هيونداي أيونيك 9 القادمة، وهي سيارة اس يو في كهربائية بثلاثة صفوف، سيتم إنتاجها في مصنع هيونداي الجديد "ميتابلانت" في ولاية جورجيا الأمريكية. يمثل هذا الإعلان استثمارًا كبيرًا في صناعة السيارات في الولايات المتحدة وخلق فرص عمل جديدة، حيث من المتوقع أن ينتج المصنع الواقع في مقاطعة براين قرب سافانا حوالي 300,000 مركبة سنويًا. وسيتم أيضًا إنتاج هيونداي أيونيك 5 في هذا المصنع، مما يعزز وجود هيونداي في السوق الأمريكية.
كانت أيونيك 9 تُعرف سابقًا باسم هيونداي أيونيك 7، وتم الكشف عنها كمفهوم هيونداي سيفين في عام 2021. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن النموذج الإنتاجي في معرض لوس أنجلوس للسيارات في وقت لاحق من هذا العام. ويتماشى هذا التحرك مع استراتيجية هيونداي الأوسع لتصبح رائدة عالميًا في قطاع السيارات الكهربائية. وقد أكد الرئيس والمدير التنفيذي لشركة هيونداي موتور، جاي هون تشانغ، التزام الشركة بتحسين أداء البطاريات، وجعلها أقل تكلفة، وأمان.
بالإضافة إلى أيونيك 9، كشفت هيونداي عن خطط لتقديم مركبات EREV، وهي عرض حديث للمفهوم الهجين الذي اشتهرت به سيارات مثل بي إم دبليو i3 وشيفروليه فولت. حيث ستحتوي المركبات الكهربائية ذات المدى الممتد على محرك بنزين، ولكن على عكس الهجينة التقليدية، سيُستخدم المحرك فقط لتوليد الكهرباء لشحن البطارية وليس لدفع العجلات. ويهدف هذا النظام إلى تقديم ديناميكيات قيادة مماثلة للسيارات الكهربائية مع تخفيف القلق بشأن مدى القيادة بفضل وجود مولد يعمل بالبنزين.
ومن المقرر أن تدخل مركبات EREV الجديدة، بما في ذلك سيارات الاس يو في من هيونداي وعلامتها الفاخرة جينيسيس، حيز الإنتاج في أمريكا الشمالية والصين بحلول عام 2026. ومن المتوقع أن توفر هذه السيارات مدى كبير يصل إلى أكثر من 900 كيلومتر (560 ميل) على شحنة كاملة، مما يلبي احتياجات المستهلكين الذين يرغبون في التنقل لمسافات طويلة دون التنازل عن تجربة القيادة الكهربائية.
ستقوم هيونداي أيضًا بتوسيع تشكيلة سياراتها الهجينة استجابةً للطلب المتزايد في السوق. فقد شهدت الشركة مبيعات قوية لنماذج مثل سانتافي وسوناتا الهجينتين في الولايات المتحدة، وتخطط لتقديم المزيد من السيارات الهجينة، بما في ذلك طرازات علامة جينيسيس، وكلها ستُنتج في ولاية جورجيا. يهدف هذا التوسع إلى معالجة النقص الحالي في الخيارات الهجينة في أمريكا الشمالية وتحسين كفاءة المصنع.
بالنظر إلى المستقبل، تستهدف هيونداي تحقيق الربحية في جميع مجموعات نقل الحركة الخاصة بها، بما في ذلك محركات الاحتراق الداخلي، والهجينة، وEREV، والسيارات الكهربائية. وتتوقع الشركة الوصول إلى هذا الهدف بحلول عام 2030، مما يشير إلى نهج شامل لتلبية احتياجات المستهلكين المتنوعة مع الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة.
ولكن بشكل عام، تعكس التحركات الاستراتيجية لهيونداي رؤية جريئة لمستقبل النقل، حيث تمزج بين التكنولوجيا المتقدمة والحلول العملية لدفع الصناعة إلى الأمام. مع خطط لبناء المركبات محليًا وتوسيع عروضها الهجينة والكهربائية، وتتجه هيونداي نحو إحداث تأثير كبير في مشهد السيارات المتغير باستمرار.