وبرنامج "مهارات القيادة لحياة آمنة" الذي يحتفي بعامه الثاني والعشرين عالمياً، قدّم التدريب المجّاني للسائقين الجدد الحاصلين على رخص قيادة في أكثر من 40 دولة، وشارك فيه أكثر من 5500 طالب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2013. ويجمع البرنامج السائقين الجدد مع مدرّبين محترفين للتركيز على خمس مهارات قيادة أساسية يمكن أن تساعد في تجنّب الحوادث، وهي إدراك المخاطر، والتعامل مع السيارة، والسيطرة على السرعة، والتعامل مع المساحة المتاحة، إضافة إلى تفادي القيادة من دون تركيز.

مديرة الاتصال والعلاقات الحكومية في فورد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رشا غانم، صرّحت بالقول: "هدفنا هو المساهمة في بناء عالم أفضل وتحسين حياة الناس في مجتمعاتنا وعلى الكوكب الذي نعيش فيه. ومن المؤسف أنّ السلامة على الطرق لا تزال تُمثل تحدياً بالغ الأهمية، سواء هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو في مناطق أخرى من العالم."

وأضافت: "نظراً لكون السائقين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 عاماً يشكّلون نسبة 40% من وفيّات حوادث السير و42% من الإصابات وفق إحصاءات العام الماضي في الإمارات العربية المتحدة، فإنّنا نسعى من خلال برنامج "مهارات القيادة لحياة آمنة" معالجة هذا الاتجاه التصاعدي الخطير بشكل مباشر وحثيث، حيث نزوّد السائقين الجدد بالمعرفة والمهارات العملية اللازمة للتنقّل على طرقاتنا بأمان وثقة، ونهدف في نهاية المطاف تغيير هذه الإحصاءات جذرياً وإنقاذ أرواح الناس."

الجدير بالذكر أنّ إحصاءات الطرقات في دولة الإمارات للعام 2024 تُظهر تصاعداً مقلقاً في عدد الحوادث المرورية، إذ ارتفعت بنسبة 8%، وازداد عدد المصابين بالنسبة نفسها. وللأسف أنّ الوفيّات ارتفعت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 384 وفاة. وتأتي هذه النتائج في وقتٍ تمّ فيه إصدار نحو 400 ألف رخصة قيادة جديدة، ما يؤكّد الحاجة المُلحّة إلى تثقيف شامل للسائقين.

كما تكشف البيانات أنّ الخطأ البشري عاملٌ مهم في حوادث السير، إذ تحصل معظم الحوادث في طقسٍ جيّد وطرقات خالية، في حين أنّ المخالفات الشائعة مثل الانحراف المفاجئ، وعدم الحفاظ على مسافة آمنة، وعدم الانتباه، وتجاوز حدود السرعة، ودخول الطرقات من دون التأكّد من خلوها، تُبرز فجوات أساسية في وعي السائقين ومهاراتهم القيادية.

ويشمل برنامج "مهارات القيادة لحياة آمنة" موضوعات عدّة، بدءاً من الأساسيات - مثل التسارع والفرملة وإشارات تغيير المسار والفرملة الطارئة وثبات عجلة القيادة - ووصولاً إلى التحكّم بالنقاط العمياء وركن السيارة للخلف. والأهمّ من ذلك أنّ البرنامج يُزوّد الطلاب أيضاً بتعليمات شاملة حول ما يجب وما لا يجب فعله في مجال السلامة، بما في ذلك تجارب عمليّة باستخدام نظارات تضعف الرؤية وتحاكي الآثار الخطيرة للتعب أو النعاس على إدراك السائق وردّة فعله.

مدير قسم العلاقات العامة في جامعة الشارقة،خالد الرابوي أوضح قائلاً: "سررنا جداً باستضافة برنامج مهارات القيادة لحياة آمنة من فورد للمرّة الأولى في جامعة الشارقة. وقد ثمّن طلابنا عالياً الطبيعة التفاعلية للبرنامج، الذي جمع بين التعليم والأنشطة العمليّة الهادفة إلى بناء الوعي لأهمّية السلامة. فالقيادة مهارة حياتية، ووجود سائقين أكثر أماناً على الطرقات يعود بالفائدة على الجميع."

وقال أحد طلاب المشاركين الذي يدرس الطب العام في جامعة الشارقة: "لقد قدّرتُ أهمية تحذير الطلاب من مخاطر كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة وعواقب القيادة من دون تركيز. كما أثار اهتمامي معرفة مدى سرعة انطلاق الوسادة الهوائية ومدى فائدة نظام المكابح المانعة للانغلاق كتقنية أمان. لكنّ أهمّ ما تعلّمناه من البرنامج ضرورة مراعاة قواعد السلامة ولوائح المرور، إضافة إلى مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة. وفي شكل عام، أعتقد أنّه ساعدني على أن أكون سائقاً أكثر مسؤولية."

من جهته، قال طالب أخر يدرس طب الأسنان في الجامعة: "كانت هذه أول مرة أحضر فيها برنامج مهارات القيادة لحياة آمنة من فورد، والجزء الأكثر لفتاً لانتباهي كان خطورة التسارع ثم استخدام مكابح الطوارئ. كما تعلّمتُ شيئاً جديداً عن القيادة الآمنة، وهو دور المكابح الإلكترونية في موستانج في المساعدة على تحسين التحكّم بالسيارة وثباتها."

بينما قال أحد الطلاب في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية: "تعلّمتُ خلال البرنامج أنّ ضمان ارتداء جميع الركّاب لأحزمة الأمان مسؤولية السائق. كما اكتشفتُ أهمّية وضع اليدين بشكل صحيح على عجلة القيادة - أي إبقاء اليدين على الوضعية 9 و3 بدلاً من 10 و2 – وذلك لتقليل خطر الإصابة عندما تفتح الوسادة الهوائية تلقائياً أثناء وقوع حادث سير."

يذكر أنّ مؤسسة "فورد للأعمال الخيرية" قدّمت نحو 1.4 مليون دولار أمريكي منذ العام 2015 في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال الإغاثة في حالات الكوارث وشهر الرعاية العالمي، حيث يتم تشجيع موظفي فورد باستمرار على دعم المجتمعات المحتاجة، بما فيها كبار السن والأطفال المصابين بالسرطان وأصحاب الهمم، والمشاركة في مبادرات مثل برنامج "مهارات القيادة لحياة آمنة" ترتقي بالشباب من خلال أدوات ومهارات قيّمة للمساعدة في الحفاظ على سلامتهم أثناء القيادة على الطرقات.