اختتمت بوش، الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا والخدمات، سنتها المالية 2023 بمبيعات مجمعة في منطقة الشرق الأوسط بلغت قيمتها 490 مليون يورو، بما يعادل 1.95. مليار درهم إماراتي، مسجلة نمواً نسبته ٣٪ باليورو و6 ٪ بالعملة المحلية. وقد تمكنت الشركة من تحقيق النمو المتوقع في المبيعات على الرغم من التحديات التي واجهتها خلال العام الماضي، ويعود ذلك إلى النمو الذي شهدته أقسام مختلفة ناشطة داخل الشركة، بما في ذلك بوش ريكسروث، وتقنيات البناء، وقسم خدمة ما بعد البيع لقطاع التنقل، وبوش العالمية لتقنيات البرمجيات.
وتعليقًا على النتائج، قال بر جوهانسون، المدير العام لمجموعة بوش الشرق الأوسط: "على الرغم من التحديات الماثلة في السوق من جراء التطورات الجيوسياسية والتداعيات الاقتصادية، إلا أن بوش أظهرت مرونتها وقدرتها على التكيف. وقد ساعدنا تفاني الموظفين وجهودهم الحثيثة على تحقيق أفضل النتائج الممكنة في مختلف الأقسام. " يذكر أن عدد الموظفين العاملين في مجموعة بوش الشرق الأوسط حتى 31 ديسمبر 2023 قد بلغ حوالي 485 موظفاً.
وتابع جوهانسون: "نحن متفائلون بشأن المستقبل وملتزمون بتحقيق النمو تماشيًا مع استراتيجية "بوش تقنية للحياة" من أجل تحسين جودة ونوعية الحيلة، ونتطلع إلى تسريع وتيرة النمو خلال الأعوام المقبلة، مع التركيز باستمرار على التوسع الإقليمي".
تمر بلدان الشرق الأوسط بمراحل مختلفة من النمو، وتحقق بعض الدول الخليجية، مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان، نجاحات لافتة على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال اعتماد القيادات الحكومية لرؤى اقتصادية طويلة المدى. ومع اعتماد الذكاء الاصطناعي، يرجح بروز فرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات، ومن المتوقع أن يسهم تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري والاستراتيجيات البيئية والاجتماعية والحوكمة في تحقيق نمو مستدام كبير في المنطقة. إن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير قطاعات متنوعة سيضع المنطقة في موقع استراتيجي خلال السنوات القادمة.
في العام 2023، تطورت المبيعات في قطاع أعمال شركة بوش بصورة متفاوتة، حيث شهدت قسم خدمة ما بعد البيع في قطاع التنقل نموًا ملحوظًا مدفوعًا بأعمال الديزل التقليدية بالإضافة إلى قطع غيار سيارات الركاب (البطاريات والمساحات والبوجيهات) التي كانت مجال التركيز في العام 2023. ومن ناحية أخرى، كان أداء شركة بوش العالمية لتقنيات البرمجيات جيدًا في السنة المالية 2023 حيث تم استقطاب عملاء جدد في الإمارات والسعودية. ويعزى النمو الملحوظ بشكل مباشر إلى المساهمات التي تلقتها الشركة من حلول برمجيات المؤسسات الرقمية المتنامية بما في ذلك تخطيط موارد المؤسسات والسحابة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب منتجات وخدمات الهندسة الرقمية التي تشمل إنترنت الأشياء وتطوير المنتجات وغيرها. وقد ركز قسم بوش ريكسروث على تقديم تجربة التطبيقات العالمية في السوق للتطبيقات المتنقلة والصناعية بالإضافة إلى أتمتة المصانع مما ساهم في نمو الأعمال في عام 2023 خصوصًا بفضل استراتيجياتها وشراكاتها الحديثة للدخول إلى السوق.
تعد شركة بوش رائدة في مجال تقنيات البناء حيث تقود التطورات التي تعزز كفاءة السلامة والاستدامة في البنية التحتية الحديثة. وقد شهد هذا القسم نموًا مدفوعًا بالتركيز الاستراتيجي على حلول الفيديو والمؤتمرات وأنظمة إنذار الحرائق والذكاء الاصطناعي في إدارة المباني.
في العام 2024، تخطط مجموعة بوش لتوسيع حضورها الاستراتيجي في السعودية وعمان، مما يؤكد التزامها تجاه المنطقة وعزمها على تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط. وتعتبر هذه الأسواق المتنامية ذات أهمية استراتيجية لمجموعة بوش الشرق الأوسط وتوفر إمكانيات هائلة للتوسع، نتيجة الإصلاحات الاقتصادية الهامة التي تقوم بها وبنيتها التحتية المتطورة والتركيز على الاستدامة. وتتطلع بوش الشرق الأوسط للاستفادة من النمو الديناميكي لهذه الأسواق الرئيسية وتسخير حلولها المبتكرة للمساهمة في أهداف التنمية الوطنية.
تركز بوش بشكل استراتيجي على التحول الرقمي والهيدروجين كمجالين للاستثمار، مما يعكس التزامها بالابتكار والاستدامة ومواجهة التحديات العالمية. يقود قسم الصناعة المتصلة في بوش مسار التحول نحو المصانع الذكية وذلك ضمن إطار استراتيجية التحول الرقمي الخاصة به. وتهدف بوش من خلال دمج التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات في عمليات التصنيع، إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتقليص أوقات التوقف عن العمل، وتحسين استخدام الموارد. ويتوافق ذلك مع التزامها بدعم الأهداف الأوسع للمنطقة المتمثلة في الارتقاء بالقطاع الصناعي والتنويع الاقتصادي. وفيما يخص الهيدروجين، الذي يعد مصدرًا للطاقة النظيفة وجزءًا هامًا من الرحلة الآيلة لبلوغ صافي الانبعاثات الصفري، تستثمر بوش في كامل سلسلة قيمة الهيدروجين، حيث تعمل على تطوير تقنيات لإنتاجه وضغطه وتخزينه واستخدامه، بهدف المساهمة في إرساء مستقبل أكثر استدامة.
وتحرص شركة بوش على تعزيز مبدأ التنوع، حيث تم توظيف أكثر من 23 جنسية في مقرها في دبي، لأن النسيج الغني من الخلفيات الثقافية يساهم في تعزيز قدرة الموظفين على الإبداع والابتكار. وتشجع الشركة أيضًا النساء على شغل مناصب عليا، بما يتماشى مع قيمها الأساسية المتمثلة في المساواة وتكافؤ الفرص. لا تهدف بوش من خلال تعزيز بيئة شاملة تحتضن الجميع، بغض النظر عن جنسهم أو خلفيتهم، إلى تعزيز قيادتها فقط، بل تضمن أيضًا تنوعًا في وجهات النظر والأفكار، مما يسهم في نجاح الشركة المستمر.
تمكنت مجموعة بوش من زيادة مبيعاتها وأرباحها في العام 2023 ومن تنفيذ استراتيجية النمو الخاصة بها بنجاح على الرغم من التحديات الماثلة. وفي هذا السياق، قال ستيفان هارتونج، رئيس مجلس إدارة شركة روبرت بوش GmbH: "في العام 2023، حققنا أهدافنا المالية ورسخنا مكانتنا في السوق بمجالات الأعمال المختلفة، بدءا من أشباه الموصلات وصولًا إلى أنظمة البناء المتكاملة." وارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 3.8 ٪مقارنة بالعام الذي سبقه لتصل إلى 91.6 مليار يورو على الرغم من الظروف الاقتصادية والسوقية غير المواتية. وبلغ هامش الأرباح 5.3٪ قبل احتساب الفوائد والضرائب من العمليات، وهي نسبة أعلى بنقطة مئوية واحدة عن العام السابق. وعلى الرغم من أن ذلك كان أعلى من المتوقع، إلا أنه لا يزال أقل من الهامش المستهدف البالغ 7٪ على الأقل الذي تريد بوش تحقيقه بحلول العام 2026.
في الربع الأول من عام 2024، انخفضت المبيعات بأكثر من 0.8٪ على أساس سنوي بعد تعديل آثار سعر الصرف، مما يعني زيادة قدرها 2.7٪، ولكن تتوقع الشركة صعوبة زيادة هامش الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب من العمليات مقارنة بالعام الذي سبقه. وبالإضافة إلى بيئة السوق الضعيفة والزيادة الإضافية المتوقعة في الاستثمارات الأولية في المجالات المهمة استراتيجيًا، سيكون لإعادة الهيكلة وتحسين العمليات أيضًا تأثير سلبي في البداية، ولن يأتي تأثيرها الإيجابي إلا بعد فترة متأخرة. وحتى في حال بقيت البيئة الاقتصادية والاجتماعية متطلبة، تتطلع بوش إلى أن تصنف ضمن أفضل ثلاثة موردين في أسواقها الرئيسية حول العالم. وفي هذا الإطار قال هارتونج: "نسعى إلى تعزيز الابتكار وعقد الشراكات وعمليات الاستحواذ لضمان تحقيق النمو بالتوازي مع تحول صناعاتنا، ورغم الظروف الاقتصادية المعاكسة".
أما بالنسبة إلى أعمالها الأساسية المتعلقة بالتنقل، على سبيل المثال، تعمل شركة بوش بشكل منهجي من أجل تعزيز القرارات الإستراتيجية ودفعها لتحقيق النمو المستقبلي. وخلال هذا العام، سيتم إطلاق نحو 30 مشروعًا لإنتاج السيارات الكهربائية. أما فيما يخص الهيدروجين، أكدت شركة بوش مجددًا أن مبيعاتها من تقنيات الهيدروجين ستصل بحلول العام 2030، إلى 5 مليارات يورو، وأنها ستستفيد بشكل منهجي من فرص النمو الماثلة في مجال تكنولوجيا التدفئة. وعلى الرغم من ركود سوق المضخات الحرارية في السوق الأوروبية في العام 2023، إلا أن شركة بوش تمكنت من تنمية أعمالها بنسبة 50٪ تقريبًا، وستنمو خلال السنوات المقبلة بشكل أسرع في هذا القطاع، وقد يكون هناك تحسن طفيف في أسواق السلع الاستهلاكية بعد عامين من الركود الاستهلاكي. وتتوقع بوش أن تستقر أعمالها، بفضل الابتكارات الجديدة وتوسيع حضورها الدولي.
بشكل عام، سيستمر العمل المناخي في لعب دور مركزي بالنسبة لشركة بوش، ووفقًا لهارتونج، سيوفر ذلك فرصًا كبيرة للنمو، حتى لو كانت أسواق مثل التنقل الكهربائي لا تتطور بالسرعة المتوقعة. وستواصل بوش القيام باستثمارات أولية ضخمة في التقنيات المطلوبة لإرساء مستقبل خالٍ من الكربون، من أجل المساعدة في تشكيل هذا التحول. وأضاف هارتونج: "ثمة ضغوط كبيرة لخفض الدعم المخصص للتقنيات الفعالة لثاني أكسيد الكربون، لكن العمل المناخي يتطلب استثمارًا مستدامًا من قبل الحكومة والشركات، ومن كل واحد منا".
موتور 283 هو موقع متخصص بأخر اخبار السيارات وصفحة الكاتب لموتور 283 هي عبارة عن اليبانات الصحفية وأهم المقالات المتعلقة باخبار السيارات