في مشهد رياضي ينبض بالحماس والإثارة، انطلقت المرحلة التمهيدية من النسخة التاسعة لرالي دبي الصحراوي (باها)، الجولة الختامية من كأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة للسيارات والدراجات والكوادز. الرالي الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يأتي هذا العام ليعكس مكانة دبي كعاصمة للفعاليات الرياضية الصحراوية، وقدرة مؤسساتها على تنظيم بطولة عالمية بمعايير متقدمة.
شهدت المرحلة التمهيدية التي امتدت لمسافة 5.64 كم في حتا تفوّق كل من الأمريكي سيث كوينتيرو، والبولندي كونراد دابروفسكي، والإماراتي عبد العزيز أهلي.
كوينتيرو، أحد أبرز نجوم رالي داكار، عاد بقوة خلف مقود تويوتا هايلكس محققاً زمناً قياسياً 4:32.1 دقيقة، متقدماً على التشيكي بروكوب، فيما حلّ الأرجنتيني ياكوبيني ثالثاً، ليؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون شرسة حتى اللحظة الأخيرة.
كونراد دابروفسكي افتتح رحلة الدفاع عن لقبه بجرأة لافتة، إذ قدّم أداءً متماسكاً على متن دراجته كيه تي إم، متقدماً بفارق مريح على منافسيه الفرنسيين ليبان ودوفاز.
أما البطل الإماراتي محمد البلوشي، متصدر بطولة العالم، فقد واجه بداية صعبة بسبب توقف اضطراري، لكنه حافظ على هدوئه مؤكداً أن “الحسم يبدأ غداً”، ما يعكس خبرته الكبيرة وقدرته على إدارة الرالي بذكاء.
عبد العزيز أهلي واصل هيمنته في فئة الكواد، مؤكداً جاهزيته الكاملة لمعركة اليومين التاليين. فيما واصلت السعودية دانية عقيل تقدمها في بطولة الشرق الأوسط، رافعةً رصيدها من النقاط قبل دخول المراحل الصحراوية العميقة.
وبعد اختبار حتا، انتقلت الفرق إلى “دبي فستيفال سيتي مول” للانطلاقة الاحتفالية، بحضور رسمي وجماهيري كبير. وتقدّم مسؤولو دبي شارة البداية للمشاركين، في مشهد يعكس الاحترافية والتنظيم المتقن الذي يميّز الرياضة الإماراتية.
مع بدء مراحل القدرة التي تمتد لـ 390 كم، يتجه تركيز الفرق كاملة على الرمال الذهبية التي تشكل اختباراً بدنياً وتقنياً صعباً للسائقين والمركبات. مرحلة “تويوتا الفطيم” الخاصة امتدت لمسافة 195 كم، وتعد واحدة من أكثر مراحل البطولة تحدياً بفضل طبيعة كثبان القدرة وكثافتها.
رالي دبي ليس مجرد سباق، بل منظومة متكاملة تجمع بين الرياضة والبيئة. فقد واصلت دبي هذا العام تعزيز مفهوم الاستدامة عبر زراعة أشجار الغاف في منطقة الانطلاق، واستخدام منصات صديقة للبيئة لتجميع الزيوت ومنع التسربات.
كما حملت المرحلة الثالثة اسم “زايد وراشد”، تأكيداً على ارتباط الرالي بإرث دولة الإمارات وتاريخ تأسيسها.
ومع وصول المرحلة الختامية، حسم الأرجنتيني ياكوبيني لقب فئة السيارات، فيما احتفظ الإماراتي محمد البلوشي بلقب العالم للدراجات للمرة الرابعة، وعزز عبد العزيز أهلي مكانته بطلاً لفئة الكوادز. إنجازات تضع الإمارات في صدارة المشهد العالمي لرياضة الباها.