رغم مرور أكثر من عقد على إنتاج آخر سيارة بناقل حركة يدوي من قبل شركة فيراري، يبدو أن الأمل لم يتلاشَ بعد لعشاق القيادة التقليدية. فقد كشف جيانماريا فولجينزي، المسؤول عن تطوير المنتجات في فيراري، أن هناك بصيصًا من الأمل بعودة ناقل الحركة اليدوي، ولكن بطريقة حصرية وخاصة، ومن خلال سلسلة أيقونا Icona فائقة الفخامة المستوحاة من تراث العلامة الإيطالية العريقة.
سلسلة أيقونا ليست مجرد مجموعة من السيارات النادرة، بل تمثل تجسيدًا عصريًا لروح سيارات فيراري الكلاسيكية. فقد شهدنا إطلاق نماذج محدودة مثل مونزا SP1 وSP2 ودايتونا SP3، وكلها سيارات تجاوزت أسعارها حاجز الـ 2 مليون دولار، وتم تطويرها لتستحضر مجد الماضي بلمسة من الحنين، دون التفريط بتقنيات الحاضر.
وفي هذا الإطار، ألمح فولجينزي إلى أن هذه السلسلة تشكّل الأرض الخصبة لعودة ناقل الحركة اليدوي، ليس لتحقيق أزمنة أسرع على الحلبات، بل لإحياء متعة القيادة الحقيقية. إذ تُعد تجربة تبديل السرعات يدويًا عبر ناقل تقليدي "مسوَّر" أو gated shifter تجربة فريدة لا يمكن مقارنتها بأي ناقل حركة أوتوماتيكي، مهما بلغت سرعته ودقته.
وجدير بالذكر أن هذه العودة المحتملة لناقل الحركة اليدوي لن تشمل الطرازات الأساسية في تشكيلة فيراري مثل 296 GTB أو الطراز الجديد 12 سيلندري. فهذه الطرازات تعتمد على ناقلات حركة مزدوجة القابض عالية الأداء، صُمّمت لتوفير تجربة قيادة متفوقة تواكب تطلعات السائقين العصريين.
فيراري تدرك جيدًا أن سيارات الأداء العالي تعتمد اليوم على ناقلات الحركة الأوتوماتيكية المتطورة من أجل استخراج أقصى درجات السرعة والدقة. لكنها، في الوقت ذاته، تدرك أهمية الحفاظ على هويتها العاطفية لدى جمهورها المخلص، ولهذا تبدو أيقونا خيار منطقي ومثالي لتقديم تجربة قيادة كلاسيكية بلمسة عصرية.
وفقًا لما صرّح به مدير التسويق في فيراري، فإن هناك نماذج جديدة قادمة ضمن سلسلة أيقونا. وبينما لا توجد تأكيدات رسمية بعد، إلا أن الباب يبدو مفتوحًا أمام طراز مستوحى من أساطير مثل فيراري 250 GT SWB، وربما مزود بناقل حركة يدوي يعيد تلك النغمة المعدنية المميزة للتبديل اليدوي، التي افتقدها كثير من عشاق العلامة.
عودة ناقل الحركة اليدوي في عصر السيارات الكهربائية والتقنيات الرقمية لن تكون خطوة تقنية بقدر ما هي خطوة عاطفية ورسالة وفاء لجمهور يقدّر روح القيادة النقية ويبحث عن التواصل الحقيقي مع سيارته.
إعادة فيراري لناقل الحركة اليدوي عبر سلسلة أيقونا تمثل خطوة ذكية وعاطفية، تجمع بين التراث والتفرد، وتعيد التواصل الحميمي بين السائق والسيارة في زمن باتت فيه الآلة تتخذ القرارات بالنيابة عن الإنسان. وهي خطوة تحترم الماضي دون أن تعرقل المستقبل.