تشمل أنظمة مساعدة السائق المتقدمة مجموعة واسعة من الميزات المصممة لمساعدة السائقين وتعزيز السلامة. وتتضمن هذه الأنظمة: نظام تثبيت السرعة التكيفي، الكبح التلقائي في حالات الطوارئ، اكتشاف النقاط العمياء، نظام التحذير من الاصطدام، نظام التنبيه بحركة المرور المتقاطعة، نظام التحذير من الاصطدام الأمامي والخلفي، نظام التحذير من مغادرة الحارة، أنظمة اكتشاف المشاة، نظام التعرف على إشارات الطريق، وغيرها.

وتشرح فران أوبراين، رئيسة قسم خدمات المخاطر الشخصية في شركة تشوب، "تستخدم أنظمة مساعدة السائق المتقدمة الكاميرات وأجهزة الاستشعار لاكتشاف الاصطدامات المحتملة وتنبيه السائق. وقد أثبتت هذه الأجهزة أنها ميزات أمان مهمة يمكن أن تساعد في منع الحوادث".

ولكن هل تجعل هذه الأنظمة السيارات أكثر أمانًا بالفعل؟ الإجابة المختصرة هي نعم. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن أنظمة مساعدة السائق المتقدمة يمكن أن تقلل بشكل كبير من احتمال وقوع الحوادث. فعلى سبيل المثال، فإن المركبات المجهزة بمراقبة النقاط العمياء لديها معدل حوادث أقل بنسبة 14% من تلك التي لا تحتوي عليها، وذلك وفقًا لمعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة. إذا تم تجهيز كل سيارة تم بيعها في الولايات المتحدة في عام 2015 بهذه الميزة، فمن المحتمل أنها كانت ستمنع 50000 حادث و16000 إصابة ناتجة عن الحوادث.

ويقترح كوري هاربر، الباحث في جامعة كارنيجي ميلون، أن الجمع بين تقنيات تجنب الحوادث المختلفة يمكن أن يقلل من تكرار الحوادث بنحو 3.5٪. وإذا تم تبني هذه التقنيات على نطاق واسع، فقد يصل توفير التكلفة المحتملة إلى 264 مليار دولار.

ويشارك فيل بارتريدج، الذي يقود سيارة فولفو أيضًا، تجربته الإيجابية مع أنظمة مساعدة السائق المتقدمة. يقول: "على الطريق السريع الهادئ، يقوم نظام تثبيت السرعة التكيفي، بجعل القيادة لمسافات طويلة سهلة حقًا". ومع ذلك، يلاحظ أيضًا أن الأنظمة ليست مثالية. فعلى سبيل المثال، يمكن لنظام الفرامل الأوتوماتيكي أحيانًا تفسير المركبات القريبة بشكل خاطئ على أنها تصادمات محتملة، مما يؤدي إلى تنشيطات غير ضرورية للنظام.

إذًا، هل يجب عليك الاهتمام بأنظمة الأمان المتقدمة في سيارتك القادمة؟ بالنسبة لبعض السائقين، تعد ميزات أنظمة مساعدة السائق المتقدمة ضرورة لا غنى عنها. كذلك يجد السائقون المحترفون، مثل أولئك الذين يعملون لدى شركات الأجرة، هذه الأنظمة ذات قيمة خاصة. ويشجع براينت جرينينج، المحامي والمؤسس المشارك لشركة LegalRideshare، سائقيه على استخدام أنظمة ADAS. ويوضح: "إن إنفاق المزيد من المال مقدمًا على تحسينات السلامة يشبه شراء بوليصة تأمين عندما وقوع حادث لا مفر منه".

ومع ذلك، فمن المهم مراعاة التكاليف المحتملة. حيث وجدت دراسة أجرتها رابطة السيارات الأمريكية أن المركبات التي تحتوي على ميزات ADAS مثل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ ومراقبة النقاط العمياء أكثر تكلفة في الإصلاح، فيمكن أن يكون متوسط ​​فاتورة الإصلاح ضعف تكلفة السيارة التقليدية.

وعلى الرغم من التكاليف الأعلى، يعتقد الكثيرون أن فوائد أنظمة السلامة تفوق عيوبها. ويؤكد روبن مالهوترا، مدير المبيعات في Barrhaven Honda، أنه "حتى مع التكلفة الأعلى، فإن ميزات السلامة تستحق ذلك". ويضيف جون بلوم، نائب رئيس قسم السيارات الشخصية في شركة إيري للتأمين، "يتعين على السائقين أن يأخذوا الوقت الكافي للتعود على الميزات ومنحها فرصة، لأن القيام بذلك قد يؤتي ثماره حقًا من حيث تعزيز السلامة في سياراتهم".

وفي النهاية، نجد أن أنظمة السلامة المتقدمة في السيارات ليست مجرد رفاهية؛ بل أصبحت جانبًا أساسيًا من جوانب سلامة المركبات. ورغم أنها قد لا تكون مثالية وقد تكون مكلفة في إصلاحها، فإن الفوائد المحتملة في منع الحوادث وإنقاذ الأرواح كبيرة. سواء كنت سائقًا محترفًا أو مبتدءًا، فإن التفكير في سيارة مزودة بأنظمة مساعدة السائق المتقدمة قد يكون استثمارًا حكيمًا في سلامتك وراحة بالك.