في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2026 في لاس فيغاس، تستعد ميشلان للكشف عن قفزة تقنية قد تعيد تعريف مفهوم مراقبة الإطارات بالكامل. فبدل الاكتفاء بقياس ضغط الهواء كما تفعل أنظمة TPMS التقليدية، تقدم ميشلان جيلًا جديدًا من الإطارات الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، القادرة على قراءة حالة الإطار وتآكله لحظيًا اعتمادًا على بيانات السيارة نفسها.
النظام الجديد، الذي يحمل اسمي SmartWear وSmartLoad، طُوّر بالتعاون مع شركة Sonatus المتخصصة في برمجيات المركبات. الفكرة الأساسية تقوم على استخدام إشارات موجودة بالفعل داخل السيارة، مثل قوة الكبح، وزن الحمولة، وقوى الانعطاف، لتحليل كيفية تآكل الإطار والتنبؤ بحالته الفعلية أثناء القيادة.
هذا التحول يعني أن السائق أو مدير الأسطول لن ينتظر تحذير انخفاض الضغط فقط، بل سيحصل على صورة أشمل عن صحة الإطار، عمره المتبقي، واحتمالات تدهوره قبل أن يتحول الأمر إلى مشكلة مفاجئة على الطريق.
واحدة من أكثر النقاط حساسية في عالم السيارات المتصلة هي البيانات. ميشلان تؤكد أن نظامها الجديد يعالج المعلومات داخل السيارة نفسها، دون إرسالها إلى السحابة. هذا النهج لا يقلل فقط من زمن الاستجابة، بل يعزز الخصوصية والأمان، وهو عامل بات حاسمًا في ظل تشديد القوانين حول البيانات والبرمجيات المرتبطة بالمركبات.
لإثبات أن التقنية ليست مجرد مفهوم نظري، ستعرض ميشلان النظام عمليًا باستخدام فورد برونكو 1970 على أرض المعرض. خلال العرض، ستُعرض بيانات صحة الإطارات مباشرة عبر تطبيق MyTires الخاص بميشلان، في تجربة تفاعلية تُحوّل إشارات القيادة اليومية إلى معلومات واضحة وسهلة الفهم.
هذا الاختيار الذكي لسيارة كلاسيكية يرسل رسالة واضحة: التقنية يمكن دمجها حتى مع منصات قديمة، وليس فقط مع السيارات الحديثة فائقة التعقيد.
في المقابل، جذبت أنظمة الإطارات الذكية مثل بيريللي Cyber Tire اهتمامًا واسعًا، لكنها أثارت أيضًا مخاوف تنظيمية في الولايات المتحدة، خاصة مع ارتباطات الملكية الصينية عبر Sinochem. تقارير رويترز أشارت إلى تحذيرات أمريكية من احتمال تقييد بيع سيارات مزودة بهذه التقنية بدءًا من موديلات 2027، ضمن تشديد أوسع على برمجيات ومكونات المركبات المتصلة.
هنا، يبدو نهج ميشلان مختلفًا: تقليل الاعتماد على الاتصال الخارجي، والتركيز على المعالجة المحلية، ما قد يمنحها أفضلية تنظيمية وتسويقية مستقبلًا.
إذا نجحت هذه التقنية في الانتشار، فقد يصبح نظام TPMS مجرد وظيفة ثانوية ضمن منظومة أذكى بكثير، تفهم الإطار كعنصر ديناميكي يتأثر بأسلوب القيادة، الطريق، والحمولة، لا كقطعة مطاطية تُقاس بالضغط فقط.