قد يسرق محرك V12 الضخم الأضواء تحت غطاء بوروسانجوي الطويل والمميز، لكن ما يجعل هذه السيارة فعلاً متفردة هو نظام التعليق النشط المتقدم الذي يحمل توقيع فيراري. وعلى عكس معظم أنظمة التعليق التقليدية التي تتفاعل مع الطريق بعد حدوث الحركة، فإن بوروسانجوي تستخدم تقنية "استباقية" تغير قواعد اللعبة كليًا.
يعتمد هذا النظام على ممتصات صدمات TASV (True Active Spool Valve) المتقدمة من شركة مالتي ماتيك، وهو أول تطبيق فعلي لها في سيارة إنتاجية. تمنح هذه التقنية فيراري قدرة غير مسبوقة على التحكم الكامل في حركة هيكل السيارة، وليس فقط تقليلها، بل إلغاؤها تمامًا في كثير من الحالات.
ما يجعل نظام بوروسانجوي مميزًا هو إمكانية إدخال قوة إضافية على هيكل السيارة، مما يسمح بمقاومة كل من الميلان الجانبي، الانغماس الأمامي، التمايل الخلفي، وحتى الارتجاج الرأسي. والنتيجة؟ توازن مثالي وتحكم فائق بكل عجلة، مهما كانت حالة الطريق.
فتحتوي كل وحدة TASV على محرك كهربائي بجهد 48 فولت موصول بمسمار كروي يعمل على التحكم بحركة مكبس الصدمة بشكل مستقل تمامًا عن تأثيرات الطريق. وهذا يمنح السيارة مرونة مذهلة: فهي لا تتمايل أو تغوص أو ترتفع كما تفعل معظم السيارات، بل تُبقي السائق في وضع قيادة ثابت دون التضحية بالإحساس بالطريق.
ورغم أن النظام يستطيع إلغاء كل حركة، إلا أن فيراري تعمدت ترك "شيئًا من الإحساس" ليستشعر السائق التفاصيل الدقيقة. وهذا ما يجعل قيادة بوروسانجوي تشبه قيادة سيارة أخف وزنًا وأكثر رشاقة، وكأنها تكسر قوانين الجاذبية.
نظام TASV المستخدم في بوروسانجوي ليس نهاية المطاف، بل بداية عصر جديد في عالم السيارات عالية الأداء. حيث أن فيراري تخطط لاستخدامه في سيارتها القادمة F80، حيث سيُمكّنها من تحقيق أداء ديناميكي هوائي مذهل على الحلبات دون التضحية براحة القيادة على الطرق العامة.
باختصار، هذه التكنولوجيا لا تساهم فقط في تحسين الأداء، بل تعيد تعريف معنى "التوازن بين الأداء والراحة". ويقول أحد سائقي الاختبار: "التعليق النشط يشبه الغش ضد قوانين الفيزياء. إنه أمر لا يُصدق."
فيراري لا تكتفي بصناعة سيارات خارقة، بل تعيد صياغة ما يمكن أن تكون عليه تجربة القيادة في المستقبل. فنظام التعليق في بوروسانجوي هو نموذج حي على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخلق تجربة لا مثيل لها، تجمع بين العلم والإحساس في تناغم نادر.