تأسس متحف بروكلاندز على موقع أول حلبة سباق للسيارات ومطار تاريخي، ويفتخر بتراث رائع يعود إلى بدايات القرن العشرين. ففي عام 1907، تم افتتاح حلبة بروكلاندز لتصبح بسرعة مركزًا للسرعة والابتكار، حيث استضافت سباقات أسطورية جذبت أساطير السباق وعشاق السيارات من جميع أنحاء العالم. أما المطار المجاور، فلعب دورًا حاسمًا خلال الحرب العالمية الأولى واستمر كمركز طيران هام على مر السنين.

واحدة من أبرز جوانب الجذب السياحي لمتحف بروكلاندز هي مجموعته الواسعة من السيارات الكلاسيكية والدراجات النارية والطائرات والذكريات التي توفر تجربة غامرة وشاملة لتاريخ السيارات. حيث يمكن للزوار التجول بين هذه الآثار التاريخية، ومشاهدة تطور تكنولوجيا وتصميم وسائل النقل، بداية من السيارات في بدايات القرن العشرين إلى الطائرات الأسطورية مثل كونكورد، وهو ما يأخذك في رحلة جذابة عبر الزمن.

كما تعرض الأقسام المخصصة لصناعة السيارات مجموعة متنوعة من المركبات، بدءًا من السيارات الرياضية الرائدة التي حققت أرقامًا قياسية على حلبة بروكلاندز إلى السيارات الكلاسيكية التي شهدت العصر الذهبي لصناعة السيارات. ويمكن لعشاق السيارات أن يستمتعوا بحرفية وبراعة الهندسة التي دخلت في صنع هذه الأعمال الفنية ويكتسبوا فهمًا أعمق لتطور هندسة السيارات.

أما قسم الطيران في المتحف فهو مبهر بنفس القدر، مع تشكيلة من الطائرات التي يمتد تاريخها عبر عصور مختلفة. وتترأس تلك التشكيلة من الطائرات الكونكورد الأيقونية، والتي تمثل رمز للقدرة على الابتكار والطموح الذي كان يميز صناعة الطيران في العصور السابقة. ويمكن للزوار استكشاف داخلية الطائرة، والتعرف على تكنولوجيتها الرائدة، وعيش تجربة إثارة السفر بسرعة تتخطى سرعة الصوت.

بالإضافة إلى عروضه الجذابة، يعمل متحف بروكلاندز أيضًا كمؤسسة تعليمية مكرسة للحفاظ على التاريخ الغني لصناعة السيارات والطيران ومشاركته مع العالم. حيث تستهدف برامج التعليم في المتحف جميع الأعمار، لتلهم الجيل القادم من المهندسين والمؤرخين وعشاق هذه المجالات. وتقدم ورش العمل التفاعلية والمحاضرات والجولات التعليمية نظرة عميقة على الجوانب التقنية لهذه الآلات التاريخية مع سرد قصص الأشخاص الذين شكلوا إرثها.

يقف متحف بروكلاندز كشاهد حي على روح الابتكار والمغامرة التي سيطرت على عصر مميز. بفضل عروضه المُعدة بعناية وتجاربه التفاعلية واهتمامه بالتعليم الجيل الجديد من رواد المستقبل، يقدم المتحف للزوار فرصة للاتصال بالماضي بينما يحتفي بالإنجازات التي ما زالت تشكل عالمنا الحاضر. فسواء كنت من محبي السيارات أو عاشقي الطيران، أو ببساطة شخصًا يمتلك تقديرًا للتاريخ، فإن زيارة متحف بروكلاندز تعد برحلة جذابة عبر الزمن والتكنولوجيا.