شهد سوق السيارات المستعملة خلال العام الماضي تذبذبات حادة، حيث فقدت العديد من الطرازات الشعبية آلاف الدولارات من قيمتها، مما يعكس تحولات ملحوظة في ديناميكيات السوق.
وبحسب تحليل حديث أجرته شركة iSeeCars على بيانات 1.4 مليون مركبة مستعملة، تصدرت سيارات تسلا قائمة السيارات التي تعرضت لأكبر نسب انخفاض في الأسعار، إلى جانب علامات تجارية أخرى مثل فورد وبي إم دبليو ومرسيدس وهيونداي وجينيسيس.
في مقدمة القائمة، جاءت تسلا موديل S، بانخفاض سنوي قدره 17.2%، أي ما يعادل حوالي 9,944 دولار، ليصبح متوسط سعرها في مارس 2025 نحو 47,931 دولار.
هذا التراجع قد لا يبدو مفاجئًا نظرًا لعمر السيارة الذي تجاوز 13 عامًا، بالإضافة إلى الأزمات الإعلامية الأخيرة التي واجهتها تسلا.
احتلت بورشه تايكان المرتبة الثانية بانخفاض قدره 15.1%، أي 13,422 دولار خلال عام واحد، تلتها فورد إكسبلورر هايبرد التي انخفض متوسط سعرها بنسبة 14.1% إلى 31,228 دولار. كذلك شهدت بي إم دبليو الفئة الخامسة الهجينة انخفاضًا بنسبة 13.9% إلى 34,375 دولار.
أما طرازات تسلا الأخرى فظهر إنخفاض قيمتها بقوة أيضًا:
ومن بين السيارات الأخرى التي شهدت انخفاضات لافتة:
صنفت تسلا كأكثر علامة تجارية تضررًا من حيث انخفاض الأسعار السنوي للسيارات المستعملة، مع تراجع بلغ متوسطه 10.1% أي ما يعادل 3,541 دولار لكل مركبة.
تلتها كرايسلر بنسبة انخفاض بلغت 8.9%، فيما سجلت علامات أخرى مثل مازيراتي وجينيسيس ودودج وبويك وشفروليه تراجعات ملحوظة أيضًا.
ووفقًا لتحليل كارل براور، الخبير في iSeeCars: "شهدت أسعار تسلا الجديدة والمستعملة انخفاضًا مستمرًا منذ أكثر من عامين. فتخفيضات الأسعار على السيارات الجديدة أدت مباشرةً إلى تراجع أسعار السيارات المستعملة بوتيرة سريعة. ورغم أن هذه الاستراتيجية هدفت إلى الحفاظ على نمو المبيعات، إلا أنها فشلت العام الماضي مع تسجيل الشركة لأول انخفاض سنوي في مبيعاتها."
هذه التقلبات في أسعار السيارات المستعملة، خاصة بالنسبة لعلامات مثل تسلا، تمثل فرصة كبيرة للمشترين الذين يبحثون عن سيارات كهربائية فاخرة بأسعار منخفضة، لكنها في نفس الوقت تنذر بضرورة دراسة السوق جيدًا قبل الشراء لتفادي خسائر مستقبلية غير متوقعة.