في محاولة يائسة لإعادة ابتكار تجربة شراء السيارات التقليدية، ظهر روبوت بشري الشكل يُدعى "AiMOGA"، مصمم ليحل مكان مندوبي المبيعات في صالات العرض. تم عرض الروبوت بحجمه الكامل خلال أحد المعارض الكبرى للسيارات، حيث أدهش الزوار بأنشطة متنوعة شملت الترحيب بالعملاء، الرقص، والمشاركة في ألعاب تفاعلية.
الروبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل نموذج "DeepSeek AI"، ويتميز بقدرته على فهم اللغة الطبيعية والرد ضمن السياق. ويتنقل باستخدام أطراف صناعية حيوية، ويرتدي نظارات شمسية زرقاء مع شريط شعر أشقر، ما يمنحه مظهراً واقعياً إلى حد كبير. لكن يبقى التساؤل: هل نحن فعلاً بحاجة إلى نسخة اصطناعية من مندوب مبيعات تقليدي؟
في عرض توضيحي، ظهر "AiMOGA" وهو يرافق أحد العملاء المحتملين حول سيارة جديدة مستخدماً عبارات تقليدية من الزمن القديم مثل "تصميم أنيق" و"مقاعد مريحة"، قبل أن يختم العرض بجملة "مثير للإعجاب، أليس كذلك؟". مشهد يعيد إلى الأذهان الأساليب التسويقية المملة التي يحاول المشترون المعاصرون الهروب منها.
ورغم التطور الهائل في التكنولوجيا والوصول السهل للمعلومات عبر الإنترنت، يبدو أن بعض الوكلاء لا يزالون متمسكين بأساليب قديمة تعتمد على محاولات الإقناع الفارغة بدلاً من تقديم معلومات قيمة وشخصية تلبي احتياجات العميل الحقيقية. في عام 2025، يمكن لأي شخص الوصول إلى تفاصيل أي سيارة بنقرة زر، مما يجعل الأساليب التقليدية في صالات العرض عبئاً أكثر من كونها مساعدة.
الروبوتات مثل "AiMOGA" ستبدأ بالعمل في صالات عرض محددة، مما يطرح أسئلة جدية حول مستقبل البيع بالتجزئة في صناعة السيارات. فبينما قد يرى البعض أن إدخال الروبوتات يسرّع تجربة الشراء ويقلل من الضغوط الاجتماعية على العملاء، يرى آخرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتكرار الحيل التسويقية البالية هو إهدار محزن لإمكانات التكنولوجيا.
في عالم يتجه نحو البيع المباشر عبر الإنترنت وتخصيص تجربة العميل، تبدو محاولة إحياء أساليب الخمسينيات عبر وجه روبوتي خطوة إلى الوراء أكثر من كونها قفزة إلى الأمام. ويبقى الأمل قائماً ألا تمتد هذه الظاهرة إلى أسواق عالمية أخرى، وأن تتجه الصناعة نحو تلبية تطلعات المستهلكين العصريين بدلاً من إحياء كليشيهات الماضي.
إدخال الروبوتات في صالات العرض يعكس تخبط الوكلاء في مواجهة تطلعات الجيل الجديد من المشترين. بدلاً من استثمار التكنولوجيا لتكرار أنماط مبيعات قديمة، كان الأجدر تطوير تجارب شراء أكثر شفافية وتفاعلاً حقيقياً مع احتياجات العملاء.