أدت الثورة الأخيرة في عالم صناعة السيارات إلى إتجاه غالبية الشركات المصنعة للسارات تجاه صداقة البيئة، وذلك من خلال صناعة سيارات أكثر صداقة للبيئة بأقل أثر كربوني ممكن. وأدت السيارات الكهربائية إلى الاستغناء عن الكثير من الأجزاء التي قد تتطلب صيانة دورية في السيارة كتبديل زيت المحرك وغيرها؛ إلا أنه من الأمور المشابهة بينها وبين السيارات التقليدية هي وجود نظام تبريد في بعض منها وذلك للتغلب على مشكلة الحرارة الصادرة من بطاريات الليثيوم؛ في السطور التالية ننقل لكم انواع انظمة التبريد في السيارات الكهربائية.
نظام تبريد الهواء
يعتمد نظام التبريد في السيارة الكهربائية بالهواء على الاستعانة بالهواء داخل السيارة أو الهواء في البيئة المحيطة لتبريد درجة حرارة البطارية؛ حيث يعتمد على مبدأ الحمل الحراري الذي يقوم بإدخال الهواء البارد للسيارة ومن ثم إخراج الهواء الساخن منها؛ إلا أنه هذه الطريقة تعتبر من طرق التبريد الأقل فعالية؛ ويعود ذلك لكون الهواء لديه موصلية منخفضة؛ فضلاً عن أنه قادر على تغيير درجة حرارة مئات من الواطات فقط؛ بالإضافة إلى أنه يتأثر بشكل كبير بالطقس. لذا ولزيادة كفاءة هذا النوع من أنواع أنظمة التبريد في السيارات الكهربائية تقوم بعض شركات تصنيع السيارات بتثبيت نظام تبريد يتضمن مراوح ومشتتات حرارية وسوائل تبريد.
نظام تبريد السائل
من طرق تبريد بطاريات السيارات الكهربائية أيضاً؛ نظام التبريد بالسائل، وبالرغم من تشابه فكرة استخدام السائل مع السيارات التقليدية إلا أنه يختلف في مبدأ العمل؛ حيث يعتمد هذا النظام على سائل التبريد من الجليكول للحفاظ على درجة حرارة السيارة ويتضمن النظام أنابيب وخزان ومبرد ومضخة؛ حيث يتم ضخ سائل التبريد في الأنابيب الملتفة حول نظام البطارية والأجزاء الأخرى التي تولد الحرارة ومن ثم ينتقل السائل عبر الأنابيب، ويمتص الحرارة ثم يعود إلى بطارية ومحرك السيارة لتبريدهم؛ ومن مميزات هذا النوع من أنواع أنظمة التبريد في السيارات الكهربائية المبرد العازل الذي يكون على اتصال مباشر بخلايا البطارية؛ ومن الجدير بالذكر أن فعاليته عالية إلا أنه أقل أماناً؛ وعليه لا يستخدم كثيراً في السيارات الكهربائية.
مروحة راديتر السيارة الكهربائية
كذلك يمكن استخدام مروحة راديتر السيارة لتقليل درجة حرارة سائل التبريد بعد امتصاصه للحرارة من الأنابيب حول البطارية كما ذكرنا سابقاً؛ وفي هذا الجزء يختلف العمل عن السيارات التقليدية نظراً لكونه لا يتطلب تغيير السائل بشكل دوري كما هو الحال مع سيارات محركات الاحتراق الداخلي بل يمكن أن يبقى لمدة تصل إلى خمس سنوات.
بالطبع، كما هو الحال مع أي من الأجزاء الميكانيكية، من المتوقع أن تواجه أنظمة التبريد في السيارات الكهربائية بعض المشكلات التي جيب عليك ملاحظتها وإصلاحها فور اكتشافها من قبل المختصين وهي تتضمن الأتي:
تسريب سائل التبريد
كحال أي أنابيب موجودة في السيارات؛ تكون أنابيب نظام التبريد معرضة للتلف وعليه تتسبب بتسريب سائل التبريد وعليه أيضاً قد يتسبب ذلك في ضعف نظام التبريد تدريجياً؛ لذا لا ينصح بالقيادة عندما يكون مستوى سائل التبريد منخفضاً، وننصح بتزويده فور إكتشاف ذلك.
التآكل والانسداد
ومن المشاكل والتحديات التي تواجه أنظمة التبريد بالسيارات الكهربائية أيضًا: التآكل والانسداد؛ حيث يمكن أن تحصل هذه المشكلة عند القيادة باستخدام سائل تبريد قديم ممتلئ بالشوائب مما ينتج عنه انسداد في أجزاء مختلفة من النظام؛ لذا يوصى بتغيير سائل التبريد حسب التعليمات الموجودة في دليل سيارتك.
التأثر من درجات الحرارة المرتفعة
كما نعلم تتأثر السيارات الكهربائية بدرجات الطقس المرتفعة؛ حيث يتأثر أداؤها وكفاءتها بصورة مباشرة في درجات الحرارة المرتفعة؛ لذا يظهر هنا دور أنظمة التبريد المختلفة التي من الممكن أن يتأثر عملها، وخاصة أنظمة التبريد التي تعتمد على الهواء المحيط ببيئة السيارة لتبريد سائل النظام وعليه تبريد المحرك؛ لذلك لو كان الهواء حول السيارة ساخنًا سيتأثر نظام التبريد وتقل كفائته. لذلك ننصح بعدم ركن سيارتك أو القيادة لفترات طويلة أسفل شمس الصيف الحارقة في بعض المناطق.