في خطوة غير متوقعة جمعت بين الفكاهة والذكاء التسويقي، أطلقت شركة كيا حملة إعلانية مبتكرة في فنلندا للترويج لسياراتها الكهربائية، كان بطلها منتج غريب ومثير للاهتمام: معطر سيارة برائحة البنزين.
ورغم أن فنلندا ليست معروفة بروح الدعابة، فإن هذه الحملة أثبتت أن الفكاهة يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتغيير نظرة الناس نحو السيارات الكهربائية.
أعلنت كيا عن الحملة عبر منشور ساخر على وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت فيه عن معطر هواء صغير على شكل عبوة وقود يمكن تعليقه على مرآة السيارة.
المنتج يحمل رائحة “البنزين الأصيلة” ويهدف إلى مساعدة السائقين الذين يفتقدون رائحة الوقود في فترة التحول نحو السيارات الكهربائية.
وجاء في الإعلان: "هل تفتقد رائحة البنزين ومضخة الوقود في عصر التحول الكهربائي؟ لدينا الحل السريع لأعراض الانسحاب!"
ورغم أن الترجمة التلقائية على فيسبوك جعلت الرسالة تبدو غريبة، إذ تحدثت عن “الصعق الكهربائي”، فإن كيا أوضحت أن الفكرة هي المزاح مع محبي السيارات القديمة الذين ما زالوا يحنّون إلى أصوات المحركات ورائحة الوقود.
المثير في الحملة أن معطر كيا ليس فكرة تسويقية رمزية فقط، بل منتج حقيقي محدود الإصدار، مخصص لعملاء كيا EV4 الجدد.
وبحسب إحدى المواقع الفنلندية، جاءت الفكرة من شركة استيراد كيا في فنلندا "Astara Auto" التي تعاونت مع مصمم العطور ماكس بيرتولا لإنتاج هذه الرائحة غير المألوفة.
ويُقال إن التركيبة تضم قاعدة من زيت المحرك مع لمسات معدنية ونفحات من الياسمين وقطران البتولا، مما يجعل الرائحة "تشبه ورشة تصليح السيارات" حسب وصف بيرتولا نفسه.
تأتي هذه الحملة ضمن استراتيجية كيا الجديدة التي تعتمد على الفكاهة كأداة لإزالة الحواجز النفسية تجاه السيارات الكهربائية.
فكثير من السائقين يشعرون بنوع من الحنين إلى الماضي عندما يتعلق الأمر بالمحركات التقليدية، خصوصًا في الدول الأوروبية التي تتجه بقوة نحو الكهرباء الكاملة بحلول 2035.
في منشور آخر من الحملة، نشرت كيا صورة لشخصين يقفان خارج المكتب كما لو أنهما في استراحة تدخين، وعلّقت الشركة بعبارة: "إشارات الدخان أصبحت من الماضي. جرّب قيادة كيا EV4 الكهربائية بالكامل واختبر متعة القيادة الخالية من الدخان في دقائق!"
بهذا الأسلوب الذكي، استطاعت كيا دمج الحس الكوميدي مع الرسالة البيئية بطريقة جذبت الانتباه وخلقت تفاعلًا واسعًا على المنصات الرقمية.
رغم أن الحملة انطلقت في فنلندا، إلا أن صداها تجاوز الحدود الأوروبية، حيث أثارت إعجاب الجمهور العالمي بمزيجها من الإبداع، الدعابة، والوعي البيئي.
فبينما تتسابق الشركات لعرض تقنيات بطاريات أو مدى السير بالكهرباء، قررت كيا أن تركز على العاطفة والحنين الإنساني بطريقة غير تقليدية.
إنها تذكير بأن الانتقال إلى المستقبل لا يعني نسيان الماضي، بل يمكن الاحتفاء به بابتسامة. ورائحة بنزين أيضًا!