شهدت أبوظبي حدثًا مفصليًا في عالم السيارات الخارقة والطاقة النظيفة مع الإطلاق العالمي لسيارة FAST F61H خلال عطلة سباق الفورمولا 1، حيث كشفت الشركة عن أول سوبركار قانونية للطرقات بمحرك احتراق داخلي يعمل بالهيدروجين. هذا الظهور الأول، الذي أُقيم في فندق ريتز كارلتون ثم استُكمل بعرضٍ في حلبة ياس مارينا، يؤكد مكانة الإمارات كحاضنة للتقنيات المستقبلية التي تجمع الأداء العالي بالاستدامة.
اختيار الإمارات لم يكن صدفة؛ فالدولة استثمرت مبكرًا في بنية تحتية للهيدروجين ومبادرات الطاقة النظيفة، ما يجعلها بيئة مثالية لتقديم سوبركار تعمل بوقود بديل دون التفريط بالشغف والأداء. توقيت الإطلاق بالتزامن مع جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 منح السيارة زخمًا إعلاميًا عالميًا، وربطها مباشرة بثقافة السباقات التي تحتضنها المنطقة.
على عكس توجه السوبركار عديمة الانبعاثات نحو البطاريات أو خلايا الوقود، تعتمد F61H على محرك V12 سعة 5.5 لترات مُحوّل للعمل بالهيدروجين المضغوط. النتيجة: انبعاث بخار ماء فقط دون ثاني أكسيد الكربون، مع الاحتفاظ بالتجربة السمعية والعاطفية لمحركات الاحتراق التقليدية.
طُوِّر النظام بالتعاون مع FLAT FIELD Co., Ltd. ويستخدم حقن وقود إلكتروني متقدم وناقل حركة خلفي (Transaxle) لتحسين توزيع الوزن. القوة تصل إلى 500 حصان، وإعادة التزوّد بالوقود تتم عبر محطات هيدروجين قياسية، وهي ميزة عملية تُقارن بسرعة تعبئة الوقود التقليدي.
جاء التصميم بإشراف كين أوكوياما، الاسم الذي يقف خلف أيقونات مثل فيراري إينزو ومازيراتي MC12. تعتمد السيارة على قاعدة Kode61 Birdcage barchetta وتستلهم روح مازيراتي تيبو 61 التاريخية: سقف مفتوح، أنف طويل، فتحات جانبية مميّزة، وهيكل كربون فايبر خفيف مُشكّل لتعظيم التبريد وتدفّق الهواء.
أما المقصورة فتُجسّد فلسفة “السائق أولًا”: عدادان تناظريان، ناقل يدوي بست سرعات، وأقل قدر من الشاشات، تجربة ميكانيكية مباشرة تُعيد تعريف التواصل بين السائق والآلة.
إطلاق F61H ليس منتجًا منفردًا، بل بداية برنامج تنقّل هيدروجيني تقوده فاست من دبي بالتعاون مع شركاء تقنيين. احتراق الهيدروجين يَعِدُ بتعقيد أقل من خلايا الوقود، زمن تزوّد أسرع، وحفاظ على الصوت الذي يعشقه محبّو السيارات، وهو مزيج يُخاطب عشّاق الأداء دون المساومة على البيئة. ومع ريادة الإمارات، تسعى FAST لإثبات أن مستقبل السوبركار يمكن أن يكون مثيرًا ومسؤولًا في آن واحد.
فاست F61H تُعلن فصلًا جديدًا: سوبركار نظيفة بصوت V12، انطلقت من أبوظبي إلى العالم، لتُعيد التفكير في معنى الاستدامة حين تلتقي بالأداء الخالص.
نجاح F61H يعتمد على توسيع البنية التحتية للهيدروجين بسرعة. إن تحقق ذلك، فقد نشهد مسارًا ثالثًا بين الكهرباء والوقود التقليدي، يحافظ على روح السوبركار ويخفض الأثر البيئي دون تنازلات عاطفية.