في خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر استدامة لرياضة السيارات، كشفت تويوتا عن اختبارية GR ياريس H2، وهي نسخة رالي جديدة مبنية وفقًا لقوانين فئة Rally2 في بطولة العالم للراليات WRC، لكن باستخدام وقود غير تقليدي: الهيدروجين السائل.
السيارة تعتمد نفس الهيكل العريض والجناح الهوائي البارز من طراز Rally2 المزود بمحرك بنزين، كما تحتفظ بنظام التعليق ذاته. ومن حيث الشكل، تبدو أكثر هدوءًا من نسخة Rally1 المخصصة للبطولة، لكنها لا تزال تحتفظ بهوية رياضية قوية بفضل الطلاء الفريد والفتحات الخلفية التي تستبدل النوافذ الجانبية التقليدية.
وقد تم تطوير السيارة في مقر فريق TGR-WRT في مدينة يوفاسكيلا الفنلندية، وتم اختبارها على مسارات ترابية وأسفلتية. وعلى الرغم من أن تويوتا لم تكشف بعد عن المواصفات الكاملة، يُعتقد أن المحرك هو نسخة معدلة من محركها ثلاثي الأسطوانات سعة 1.6 لتر مع شاحن توربيني، ويعمل بالكامل على الهيدروجين السائل.
والنتيجة؟ انبعاثات شبه معدومة من مخرج العادم، مع الحفاظ على الصوت والإحساس الحماسي لمحركات الاحتراق الداخلي، وهو ما يعشقه محبو سباقات الرالي.
سيتم الكشف عن GR ياريس H2 بشكل ديناميكي لأول مرة خلال رالي فنلندا 2025، حيث سيقودها بطل العالم للراليات أربع مرات "يوها كانكونن"، الذي يعمل حاليًا نائبًا لمدير الفريق.
وبعد استعراض قوتها في مراحل متنوعة، ستُعرض السيارة في منطقة الخدمة بجانب طرازين آخرين يعملان بالهيدروجين من تويوتا:
هذا الحدث يعكس تركيز تويوتا على تنويع حلول الطاقة النظيفة في الرياضة والمجال التجاري، دون التضحية بالأداء أو الإثارة.
رغم أن تويوتا تُعرف بريادتها في تقنيات خلايا الوقود، كما في ميراي وكراون، إلا أن استخدامها للهيدروجين في محركات الاحتراق الداخلي يمثل نهجًا مختلفًا وأكثر حماسة.
بدأ هذا التوجه مع GR كورولا H2، التي شاركت في سباقات Super Taikyu منذ عام 2021. ولاحقًا، تم تطوير نسخ هيدروجينية من GR ياريس وكورولا كروس، بالإضافة إلى نموذج تندرا وفان HiAce المزودين بمحركات V6 هيدروجينية.
ولكن الأبرز حاليًا هو مشروع اختبارية GR LH2 Racing، والذي يجمع بين محرك هيدروجيني ونظام هجين، ويستند إلى قاعدة GR010 Le Mans Hypercar.
هذه الخطوة من تويوتا ليست فقط مذهلة على صعيد الابتكار التقني، بل أيضًا ضرورية لإثبات أن الانتقال نحو الطاقة النظيفة لا يعني التضحية بالشغف أو الأداء. فاستخدام الهيدروجين في سيارات الرالي يمنحنا لمحة عن مستقبل رياضة السيارات، حيث يمكن للسرعة والصوت والوعي البيئي أن يندمجوا في سيارة واحدة بدون تضحية.