في عالم القيادة الذاتية، تعدّ دقة الإدراك الحسي أساس كل شيء. ومع توسّع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي وكاميرات الرؤية المتقدمة، برز سؤال محوري: هل تكفي الكاميرات وحدها لقيادة سيارة آمنة تمامًا دون تدخل بشري؟
المؤيدون لهذا النهج، وأبرزهم تسلا، يؤكدون أن الكاميرات مع برمجيات قوية يمكنها محاكاة العين البشرية. لكن إذا كانت المركبات الذاتية القيادة مطالَبة بأن تكون أكثر أمانًا من البشر أنفسهم، فهل من المنطقي الاعتماد على نفس حدود الرؤية البشرية؟
فيديو جديد من ريفيان قدّم الإجابة الأكثر وضوحًا حتى الآن: الكاميرات وحدها لا تكفي، والرادار وحده لا يكفي، والليدار ضرورة لا غنى عنها.
الليدار (LIDAR) هو مستشعر يرسل نبضات ليزرية ويقيس الزمن المستغرق لارتدادها، ليُنتج خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة للبيئة المحيطة، بغض النظر عن الإضاءة أو الأحوال الجوية.
وعلى مدى سنوات، بقي الليدار حكراً على الروبوتاكسيات بسبب تكلفته العالية. لكن مع التطور التقني، انخفض سعر الوحدة من عشرات الآلاف من الدولارات إلى مئات الدولارات فقط اليوم، ما سمح بدخوله إلى سيارات إنتاجية مثل فولفو EX90 والجيل القادم من كاديلاك إسكاليد IQ.
وفي خطوة مهمة، أعلنت ريفيان عن تقديم الليدار في ريفيان R2، التي يُتوقع أن يبدأ سعرها من 45 ألف دولار فقط، مما يجعل التقنية المتقدمة متاحة لشريحة أوسع من المستخدمين.
ريفيان نشرت فيديو مقارن بين ثلاثة أنظمة:
في الظروف العادية
تؤدي الأنظمة الثلاثة بشكل متقارب، وتتعرف جميعها على السيارات والمشاة والعوائق.
لكن عند ظهور الضباب الكثيف؟
الكاميرات تعجز عن التقاط المشاة بسبب ضعف الرؤية.
الرادار يتحسن قليلًا لكنه يظل محدوداً في تحديد هوية الأجسام.
الليدار يكشف كل التفاصيل بدقة، بما فيها المشاة المخفيين عن العين البشرية.
وفي الظروف الليلية؟
يُظهر الفيديو قدرة الليدار على اكتشاف أشخاص يسيرون على طريق مظلم لا تكاد الكاميرات تلتقطهم حتى يصبحوا أمام السيارة مباشرة—وهي حالة تمثّل خطراً حقيقياً على أي نظام قيادة ذاتية.
ورغم التقدم الهائل في الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، فإن الكاميرات تواجه قيودًا واضحة:
الرادار جيد في كشف الأجسام لكنه لا يقدم التفاصيل الدقيقة كالأبعاد والشكل.
أما الليدار، فيوفر بيانات هندسية عالية الدقة تسمح باتخاذ قرارات آمنة في أجزاء من الثانية.
اتفق معظم خبراء القيادة الذاتية حول العالم على أن الأمان الحقيقي يأتي من:
هذا الدمج يخلق سيارة تتفوق على البشر في الرؤية، وتقلل احتمالات الخطأ الكارثي في الظروف الصعبة.