في عالم يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم، لم يعد الأمر مقتصراً على الإجابة عن الأسئلة أو المساعدة في الكتابة، بل وصل إلى حد استخدامه كأداة لكشف ألغاز معقدة مثل تعقب السيارات المسروقة. هذه القصة الواقعية من الولايات المتحدة تسلط الضوء على كيف تمكن رجل يُدعى أندرو غارسيا من استعادة سيارته لامبورغيني هوراكان EVO المسروقة منذ عامين، وذلك بمساعدة ChatGPT وتقنيات تحديد المواقع عبر الإنترنت.
في عام 2022، تعرضت مجموعة من السيارات الفاخرة في مقاطعة أورانج بكاليفورنيا لعملية سرقة منظمة وصفتها السلطات بأنها "شبكة لسرقة وتأجير سيارات فاخرة" تقدر بملايين الدولارات. من بين الضحايا كان غارسيا الذي فقد سيارة أحلامه، لامبورغيني نادرة تجاوز سعرها مئات الآلاف من الدولارات.
ورغم أن بعض الضحايا تمكنوا من استعادة سياراتهم، إلا أن سيارته ظلت مفقودة، الأمر الذي تركه محبطاً ومقتنعاً بأنها لن تعود أبداً.
وبعد عامين من الصمت، تلقى غارسيا رسالة غير متوقعة عبر إنستغرام من شخص يسأله: "هل بعت هذه السيارة؟" وأرفق مع الرسالة صوراً حديثة للسيارة. المفاجأة أن المُرسل وجد بطاقة عمله داخل المركبة وظن أنه ما زال يملكها أو يستطيع توفير سيارات مشابهة.
بدلاً من تسليم الخيط مباشرة إلى الشرطة، قرر غارسيا أن يحقق بنفسه. هنا جاء دور ChatGPT، حيث أدخل الصور والمعلومات ليحصل على تحليل للمؤشرات البصرية والجغرافية. وعبر الجمع بين البيانات المستخلصة من الذكاء الاصطناعي وأدوات تحديد المواقع من جوجل، تمكن من تضييق دائرة البحث.
والنتيجة كانت مذهلة: حيث قادته الخوارزميات إلى مدينة دنفر بكولورادو، حيث قام بإبلاغ السلطات المحلية. وبالفعل، أكدت الشرطة أن السيارة المكتشفة تعود إليه.
كال غولد، المتحدث باسم هيئة مكافحة سرقة السيارات في كولورادو، أشاد بالطريقة المبتكرة قائلاً: "هذا النوع من جمع المعلومات الاستباقي يمثل فائدة حقيقية في استعادة المركبات المسروقة."
ورغم استعادة السيارة، إلا أن التحقيقات ما تزال مستمرة لمعرفة من كانت بحوزته في كولورادو وما إذا كان متورطاً في عملية السرقة الأصلية.
هذه الحادثة تكشف عن جانب جديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، حيث يمكن أن تكون أداة مساعدة في مكافحة الجريمة وحل ألغاز معقدة. كما تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية استثمار التقنية بشكل قانوني وفعّال لدعم جهود السلطات، بدلاً من اقتصارها على الاستخدامات الترفيهية أو العملية البسيطة.
من مجرد مساعد رقمي إلى شريك في التحقيقات الواقعية، أثبتت هذه القصة أن الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث فرق حقيقي. وبالنسبة لغارسيا، لم يعد الأمر مجرد استعادة سيارة، بل تجربة استثنائية تثبت أن التكنولوجيا يمكن أن تعيد الأمل حتى بعد مرور سنوات.