بعد أكثر من 15 عامًا من النجاح في الأسواق العالمية، أعلنت شركة كيا موتورز رسميًا أن عام 2025 سيكون آخر عام إنتاج لطراز كيا سول، مع توقف خطوط الإنتاج بنهاية هذا الشهر. الخبر أثار مشاعر مختلطة بين عشاق العلامة الكورية، فـ"سول" لم تكن مجرد سيارة مدمجة ذات تصميم فريد، بل كانت نقطة تحول في هوية كيا وواحدة من أكثر سياراتها تميزًا في التصميم والروح.
ظهرت كيا سول لأول مرة عام 2009 كمنافس مباشر لطراز Scion xB من تويوتا، مستهدفة فئة الشباب الباحثين عن تصميم غير تقليدي وسيارة مريحة للمدينة. وقد تميّزت بشكلها المكعب وارتفاعها عن الأرض، مما منحها موقعًا فريدًا بين سيارات الهاتشباك والكروس أوفر.
لكن المفاجأة أن شعبيتها لم تقتصر على الشباب فقط، إذ جذبت أيضًا السائقين الأكبر سنًا بفضل سهولة الدخول والخروج ووضعية القيادة المرتفعة.
وخلال ثلاثة أجيال، باعت كيا أكثر من 1.5 مليون وحدة من سول في الولايات المتحدة وحدها، لتصبح رمزًا للنجاح التجاري والإبداع التسويقي.
يصعب الحديث عن كيا سول دون ذكر حملة التسويق الشهيرة التي ظهرت فيها هامسترات راقصة تقود السيارة وسط أنغام موسيقية. ورغم الجدل الذي أثارته هذه الإعلانات، إلا أنها نجحت في جعل كيا سول واحدة من أكثر السيارات تميزًا في الذاكرة الإعلانية للقرن الجديد.
وفي فترة إنتاجها، تضاعفت مبيعات كيا ثلاث مرات في الولايات المتحدة، لتتحول من "خيار اقتصادي" إلى علامة منافسة رئيسية في فئة السيارات المدمجة.
بلغت مبيعات كيا سول ذروتها في عام 2015 بحوالي 150 ألف سيارة، لكنها تراجعت في السنوات الأخيرة إلى نحو 53 ألف سيارة سنويًا.
ويرجع ذلك إلى تحول المستهلكين نحو الاس يو في الأكبر حجمًا والأكثر فخامة مثل سبورتاج وتيليوريد بالإضافة إلى ظهور منافسين جدد مثل Kia سيلتوس وK4 هاتشباك الذين يستهدفون نفس الفئة ولكن بتصميم وتقنيات أحدث.
هذا وقد كان سعر كيا سول في عامها الأخير يبدأ من 21,395 دولارًا مما جعلها آخر سيارات كيا المدمجة ذات السعر المعقول في وقت يشهد تضخمًا عالميًا وارتفاع أسعار السيارات.
بين عامي 2009 و2025، كانت كيا سول أكثر من مجرد سيارة؛ كانت تجسيدًا لمرحلة من الجرأة التصميمية والتسويق الذكي الذي ساهم في بناء هوية كيا الحديثة. ورحيلها يترك فراغًا في سوق السيارات المدمجة، لكنه أيضًا يمهد الطريق لجيل جديد من الابتكار الكوري، سيارات كهربائية ذكية مثل EV3 وEV5، التي ستكمل المسيرة بروح مختلفة ولكن بنفس الشغف.