رغم أن معظم نسخ ماكلارين W1 لن تواجه الأمطار، ناهيك عن الثلوج، اختارت الشركة البريطانية أجواء الشتاء القارس في السويد لاختبار أحدث تحفها الهندسية. وفي هذا الإطار، نشرت ماكلارين فيديو وصورًا تظهر W1 تخترق الثلوج خلال تجارب شتوية دقيقة، استعدادًا لإطلاقها الرسمي في وقت حساس تشهده سوق السيارات الخارقة.
رغم أن تسارع W1، وكفاءتها في الكبح، وقدرتها الهائلة على التماسك الهوائي صُممت لتحقيق أقصى أداء على مضمار جاف، فإن ظروف التجارب في درجات حرارة تحت الصفر مثالية لضبط أنظمة التحكم بالثبات والجر. وبعكس بعض المنافسين الذين اعتمدوا الدفع الكلي، حافظت ماكلارين على فلسفة الدفع الخلفي مع تجهيز السيارة بإطارات "بيريللي بي زيرو وينتر 2" وأنظمة دقيقة لتوزيع العزم والتحكم بالثبات، مما مكن السائقين من إطلاق العنان للسيارة بثقة على مضامير الثلج.
كما أتاح الطقس البارد فرصة لاختبار صلابة المحرك وناقل الحركة والأنظمة الكهربائية والبطارية الهجينة، إضافة إلى اختبار فعالية نظام التبريد عند انسداد فتحات الهواء بالثلوج، حتى ولو كان سيناريو غير مرجح لملاك W1 مستقبلاً.
رغم تطلعات ماكلارين الكبيرة بوصف W1 بأنها السيارة الأسرع والأقوى في تاريخها، إلا أن بعض عشاق العلامة عبّروا عن خيبة أمل لكونها لم تمثل قفزة ثورية مقارنة بشقيقتها السابقة P1 التي أُطلقت قبل عقد من الزمن. حيث تفاقمت التحديات مع إعلان أستون مارتن عن فالهالا الجديدة في ديسمبر، والتي وضعت W1 في مقارنة محتدمة.
وصحيح أن W1 أكثر حصرية، إذ ستُنتج 399 نسخة فقط مقابل 999 نسخة من فالهالا، كما تتفوق في القوة الإجمالية بمحرك V8 هجين ينتج 1,258 حصاناً و988 رطل-قدم من العزم، مقارنة بـ 1,064 حصاناً و811 رطل-قدم لفالهالا. إلا أن فالهالا تتفوق في التسارع إلى 100 كم/س بزمن 2.5 ثانية، أي أسرع بثلثي ثانية من W1.
وهنا تبرز معضلة السعر: إذ يبلغ ثمن W1 نحو 2.1 مليون دولار قبل الضرائب، أي تقريباً ضعف سعر فالهالا البالغ 1.1 مليون دولار.
اختبارات الثلج في السويد لم تكن مجرد استعراض لقدرات W1، بل كانت اختبارًا شاملاً للتقنيات والهندسة التي تراهن عليها ماكلارين في عصر المنافسة الشرسة. وبين الأداء الخارق، والسعر الفلكي، والعدد المحدود، تطرح W1 نفسها كخيار لعشاق التميز المطلق.
ولكن السؤال يبقى: هل ستُقنع محبي السرعة والابتكار بتفضيلها على منافسة شرسة مثل فالهالا، التي تجمع بين الأداء العالي والسعر الأنسب؟ الأسابيع القادمة مع اقتراب الإطلاق الرسمي ستكشف عن الإجابة الحاسمة.