منذ إطلاق نظام iDrive لأول مرة في عام 2001، تطورت التكنولوجيا التي تقدمها بي إم دبليو بشكل كبير، لتصبح أكثر تطورًا وتقدمًا. ولكن يبدو أن الترقية الأخيرة لنظام iDrive تُعد الأكثر إثارة للإهتمام حتى الآن، حيث تتجاوز المفاهيم التقليدية لأنظمة السيارات.
نظام "رؤية بانورامية" (Panoramic Vision) هو الحل الجديد من بي إم دبليو الذي يلغي الحاجة إلى شاشات كبيرة متزايدة الحجم أو لوحات العدادات التقليدية. فيعتمد النظام على عرض المعلومات مباشرة على الزجاج الأمامي للسيارة، بحيث يتمكن السائق من رؤية كل شيء بوضوح وبسرعة دون الحاجة إلى تحويل نظره. هذا النظام سيكون متاحًا بشكل قياسي في جميع طرازات "Neue Klasse" الجديدة من بي إم دبليو، بغض النظر عن نوع مجموعة نقل الحركة.
ويمتد النظام الجديد من عمود إلى عمود في قاعدة الزجاج الأمامي، مما يخلق تجربة تشبه شاشة عرض أمامية فائقة التطور. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي التصميم على شاشة مركزية تعمل باللمس على شكل متوازي الأضلاع، وهي مدعومة بنظام التشغيل الجديد "Operating System X" المستند إلى نظام أندرويد.
ومن أبرز ميزات هذا النظام هو مفهوم "التقنيات الخفية" (Shy Tech) التي تقدم وظائف تظهر فقط عند الحاجة إليها. على سبيل المثال، إذا وردت مكالمة هاتفية، تظهر أزرار الرد أو الرفض مضاءة على عجلة القيادة. وفي الأوقات الأخرى، تبقى الأزرار غير مرئية تمامًا، مما يقلل من الفوضى البصرية.
كذلك من بين التغييرات الأكثر إثارة للجدل هو تصميم عجلة القيادة، الذي يبدو وكأنه مقلوب رأسًا على عقب بسبب عدم الحاجة إلى النظر من خلاله لقراءة العدادات. ورغم الغرابة، فإن وضع المعلومات في مجال رؤية السائق يعد خطوة كبيرة نحو تقليل التشتيت وزيادة التركيز أثناء القيادة.
رغم أن النظام الجديد ما زال في مرحلة تصميم اختباري، إلا أنه يعكس رؤية بي إم دبليو لمستقبل التصميم الداخلي للسيارات. وعند بدء الإنتاج هذا العام، سيتضح أكثر كيف ستدمج الشركة هذه التقنية في سياراتها الجديدة، وما هي الخطط التي ستغير بها مفهوم مقصورة السيارة.
باختصار، يُعد نظام Panoramic Vision خطوة ثورية في عالم السيارات، حيث يجمع بين الابتكار والراحة مع التركيز على أمان السائق وتجربة القيادة المميزة. وبينما يثير بعض عناصر التصميم التساؤلات، لا شك في أن بي إم دبليو تعمل على إعادة تعريف ما يمكن أن تكون عليه مقصورات السيارات في المستقبل.