اعتمدت شركة لوسيد نهجًا جريئًا في تصميم نظام الترفيه الخاص بها، سعيًا لتحقيق تجربة سلسة وبديهية تنافس أفضل الأنظمة في هذا المجال. تم الكشف عن نظام "لوسيد UX" مع سيارة الصالون آير في عام 2021، حيث زُوِّدت السيارة بشاشة زجاجية منحنية بمقاس 34 بوصة تمتد عبر لوحة العدادات. فتحتوي هذه الشاشة الضخمة على ثلاثة أقسام وظيفية؛ شاشة وظائف صغيرة تقع على يسار عجلة القيادة، وشاشة عدادات رقمية مركزية، وشاشة لمس رئيسية لنظام الترفيه. وعلى عكس العديد من الأنظمة الحديثة التي تركز على التعقيد، حافظ تصميم لوسيد على البساطة وسرعة الاستجابة والروعة البصرية.
فتتيح الشاشة الموجودة على الجانب الأيسر وصولاً سريعًا للضوابط الأساسية مثل منفذ الشحن، والمصابيح الأمامية، ونظام إزالة التكاثف عن الزجاج الأمامي، مما يوفر ميزة عملية لإجراء التعديلات الفورية. أما مجموعة العدادات الرقمية فتعرض ترتيبًا بسيطًا وعمليًا، حيث تُظهر عداد السرعة، وعداد الرحلة، وأنماط القيادة؛ ورغم أن إمكانية التخصيص ليست عالية، إلا أن وضوحها وبساطتها يسهمان في تقديم واجهة سهلة القراءة تُمكّن السائق من التركيز على الطريق.
يُبرز نظام المعلومات والترفيه في لوسيد الجانب العملي والجمالي معًا؛ فالشاشة اللمسية المركزية، وإن كانت أصغر مقارنة ببعض المنافسين، إلا أنها تتميز بوظائف عالية. فيتميز تخطيط الشاشة الرئيسية بنظافتها وترتيبها حيث تُعرض المعلومات الحيوية مثل الملاحة وتحديثات الطقس وإعدادات الصوت بشكل بارز. ويأتي نظام آبل كاربلاي اللاسلكي كميزة قياسية، رغم أن الشاشة المنحنية تقلل من مساحته الفعالة مما يؤدي إلى تناسب غير مثالي؛ فيما من المتوقع دعم أندرويد أوتو في تحديث مستقبلي.
وأسفل الشاشة الرئيسية، تقع شاشة عمودية بحجم 12.5 بوصة تُشبه الجهاز اللوحي، تتحكم في إعدادات السيارة مثل تعديل المقاعد، وأنماط القيادة، ومستويات الفرملة التجديدية. وتتميز هذه الشاشة بوجود خاصية لتعديل السطوع، وهي ميزة نادرة ومرحب بها؛ كما يمكن إمالتها للأعلى لكشف مساحة تخزين مخفية تُستخدم لحفظ العناصر الصغيرة مثل الهاتف أو المفاتيح.
على الرغم من اعتماد التصميم بشكل أساسي على شاشة اللمس، احتفظت لوسيد ببعض الضوابط المادية مثل مقبض التحكم في الصوت وأزرار نظام التكييف، مما يُعزز سهولة الاستخدام ويقلل الاعتماد على التفاعلات على الشاشة أثناء القيادة.
رغم جودة النظام العامة، لا تزال بعض العيوب قائمة؛ فعلى سبيل المثال، يُعد عدم وجود أزرار مادية للوظائف الأساسية مثل الوصول إلى صندوق القفازات، وتسخين المقاعد، والتحكم في الصندوق الخلفي أمرًا محبطًا، إذ تُستدعى هذه الوظائف من خلال التفاعلات على الشاشة، مما قد لا يكون مثاليًا في ظروف القيادة الصعبة.
وتتميز استجابة شاشة اللمس بالسرعة والدقة، لكن تحدث بعض الثغرات العرضية؛ فأحيانًا قد تتجمد الشاشة السفلية تمامًا مما يستدعي إعادة تشغيل النظام. وعلى الرغم من ندرتها، فإن هذه الثغرات تُبرز مجالات يمكن لشركة لوسيد تحسين برمجياتها فيها.
هذا ويوفر نظام الأوامر الصوتية في لوسيد، الذي يتم تفعيله بعبارة "Hey, Lucid"، خيارًا مفيدًا للتحكم بدون استخدام اليدين؛ فهو يعالج طلبات الملاحة وتحديثات الطقس بكفاءة، إلا أن حساسيته المفرطة قد تؤدي إلى تنشيطه بشكل غير مقصود أثناء المحادثات أو أثناء الاستماع إلى البودكاست، مما قد بتسبب في انقطاعات غير ضرورية.
وبالمثل، يظهر نظام مراقبة السائق حساسية عالية؛ إذ يصدر تحذيرًا فور انحراف نظرة السائق عن الطريق لأكثر من ثانيتين. وبينما تعتبر السلامة أمرًا بالغ الأهمية، فإن التنبيهات المتكررة، خاصة عند استخدام الشاشة السفلية، قد تبدو مبالغًا فيها.
على الرغم من هذه العيوب الطفيفة، يظل نظام الترفيه في لوسيد واحدًا من أكثر الأنظمة بديهية ودقة بصرية في صناعة السيارات. ومع إجراء بعض التعديلات وإصلاح الثغرات، يمتلك النظام القدرة على وضع معيار جديد لتكنولوجيا السيارات داخل المقصورة، مما يجعله مثالًا على المستقبل شبه المثالي لتجربة القيادة.