بعد سنوات من التراجع المالي وتقلّبات السوق، أعلنت نيسان عن خطة طموحة لإعادة بناء مكانتها العالمية تحت مسمى ReNissan. يقود هذه المرحلة الرئيس التنفيذي الجديد "إيفان إسبينوزا"، الذي يسعى إلى تحقيق توازن بين الابتكار والتقشف المالي، مع استراتيجية تتكوّن من سبع خطوات رئيسية لإعادة صياغة مستقبل الشركة. فهل تنجح نيسان في تحقيق عودتها الكبرى؟ كل المؤشرات تقول: نعم، هذه المرة قد تنجح فعلاً.
المرحلة الأولى من خطة ReNissan ترتكز على خفض النفقات بشكل جذري. حيث أعلنت الشركة عن إغلاق سبعة مصانع حول العالم وتقليص قوتها العاملة بمقدار 20,000 موظف بحلول عام 2028. تشمل هذه الخطوة إغلاق منشآت رئيسية في اليابان والمكسيك، إلى جانب إلغاء مشروعين لسيارتين كهربائيتين كان من المقرر طرحهما في السوق الأمريكي.
وتسعى نيسان إلى توفير 1.7 مليار دولار سنوياً من خلال مراجعة جميع التفاصيل الإنتاجية، حتى الأجزاء البسيطة مثل مساند الرأس والمكونات الداخلية. ورغم ما يبدو من قسوة القرار، إلا أنه خطوة ضرورية لإنعاش السيولة وتوجيه الاستثمار نحو التقنيات المستقبلية.
الأهم أن نيسان لا تندفع وراء سباق السيارات الكهربائية بشكل أعمى، بل تتبع نهجاً متوازناً يجمع بين المحركات التقليدية والهجينة والكهربائية، ما يمنحها مرونة أكبر في مواجهة تقلبات الطلب العالمي على السيارات الكهربائية.
رغم خفض الإنتاج، إلا أن نيسان حققت قفزة نوعية في مبيعات عدد من طرازاتها.
ولعشاق الأداء الرياضي، عادت نيسان Z لتخطف الأنظار بارتفاع مبيعات وصل إلى 121.7٪، مؤكدة أن روح نيسان الرياضية لم تمت بعد. أما نيسان ليف فلاتزال تُعتبر من أرخص السيارات الكهربائية في العالم، حيث يبدأ سعرها من أقل من 30 ألف دولار، ما يحافظ على وجود نيسان في ساحة السيارات النظيفة.
الأنباء الأكثر إثارة هي تأكيد نيسان رسميًا على تطوير الجيل الجديد من GT-R بعد إيقاف إنتاج طراز R35.
ورغم أن التفاصيل التقنية لم تُكشف بعد، فإن الشائعات تشير إلى أن R36 قد يجمع بين محرك احتراق تقليدي ونظام كهربائي هجين لتعزيز الأداء دون فقدان الهوية.
كما تخطط الشركة لإطلاق نيسان سنترا جديدة لمنافسة هوندا سيفيك، إلى جانب عودة إكس تيرا الأسطورية بحلول عام 2028 كسيارة اس يو في مخصصة لعشاق المغامرة. ولمحبي الأداء الفاخر، يجري العمل على سيدان إنفينيتي يدوية القيادة، في خطوة تُعيد البريق إلى سيارات الأداء اليابانية الأصيلة.
بين التقشف المالي والابتكار التقني، توازن نيسان اليوم على خيط دقيق بين الماضي والمستقبل. لكن مع قيادة جديدة، ورؤية واضحة، ومزيج من الشجاعة والتجديد، يبدو أن خطة ReNissan قادرة فعلاً على إعادة العلامة اليابانية إلى الصفوف الأمامية من جديد.