لم يمضِ وقت طويل على اعتبار سيارات هيلكات Hellcat الخاصة أشبه بتذاكر يانصيب مضمونة للموزعين والمستثمرين. لكن يبدو أن تلك الحقبة أوشكت على الانتهاء، على الأقل وفقًا لما أظهره السوق تجاه طرازات "Last Call" من دودج. ففي مزاد حديث، تم بيع نسخة شبه جديدة من إحدى أقوى سيارات هيلكات بسعر أقل بكثير من سعرها الرسمي، رغم الزخم التسويقي الضخم المحيط بها.
السيارة المعنية هي دودج تشارجر SRT Hellcat Redeye Widebody Jailbreak Last Call طراز 2023، والتي يبدو أن تسميتها تتطلب شهيقًا عميقًا قبل نطقها. سعرها الرسمي بلغ 101,305 دولارًا، لكنها بيعت فعليًا بـ85,000 دولار فقط. ورغم أن هذا لا يُعد مبلغًا بسيطًا، إلا أن كل من كان يأمل في تحقيق ربح سريع من إعادة بيعها تلقّى ضربة موجعة بدلاً من مكافأة مجزية.
وبالتأكيد، نجم العرض في هذه السيارة هو محرّك V8 سوبرتشارج سعة 6.2 لتر، والذي يولّد في نسخة Redeye قوة 807 حصانًا وعزم دوران 958 نيوتن متر. هذا المستوى من الأداء لا يزال خارج نطاق المنافسة، حتى بالنسبة للنسخة الكهربائية الجديدة تشالنجر دايتونا المزودة بمحركين.
السيارة المطروحة في المزاد بالكاد قطعت 26 كيلومترًا فقط، وكانت لا تزال ملفوفة بالبلاستيك الواقي عند عرضها على منصة Bring a Trailer. وقد اشترى التاجر هذه السيارة في وقت سابق من العام بنية بيعها سريعًا بهامش ربح، لكن الواضح أن "الصفقة الذهبية" لم تتحقق.
من حيث المظهر، جاءت هذه النسخة من هيلكات بلون أسود "Pitch Black"، مع جنوط سوداء مقاس 20 بوصة، واللمسة اللونية الوحيدة كانت في حاجز الهواء الأمامي الوردي الزاهي، وهي قطعة عادةً ما يتم إزالتها قبل التسليم، لكنها لا تزال تحظى بشعبية لدى بعض عشاق الطراز.
أما المقصورة الداخلية، فتم تنجيد المقاعد الأمامية والخلفية بجلد لاجونا الأسود مع لمسات من الرمادي الداكن، في حين تم تغليف أجزاء متعددة مثل عجلة القيادة وسقف السيارة بخامة الشمواه.
رغم أن هذه المواصفات ليست على مستوى السيارات الألمانية الفاخرة، إلا أن أداءها الصافي لا يزال يفوق كل التوقعات ضمن فئتها السعرية.
رغم أداء السيارة المبهر وتصميمها المهيب، فقد شهد السوق خلال الأشهر الماضية انخفاضًا في قيمة طرازات "Last Call"، مما يشير إلى تراجع الحماسة من طرف المشترين. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل هذا توجه دائم؟ أم أن الاستجابة الفاترة لنسخة دودج الكهربائية الجديدة ستعيد الأنظار إلى السيارات العضلية التقليدية وتعيد رفع قيمتها السوقية؟
قد تحمل الشهور المقبلة الإجابة، خاصة إذا بدأ عشاق الأداء الأمريكي الخالص في مراجعة أولوياتهم في ظل عالم يتجه بشكل متسارع نحو الطاقة الكهربائية.
هذا التراجع يُعد تنبيهًا مبكرًا لمُحبي السيارات العضلية: ليس كل إصدار خاص هو فرصة استثمارية ذهبية. ومع التوجه الكهربائي، ستكتسب النسخ الكلاسيكية قيمتها بناءً على الشغف الحقيقي وليس الضجة الإعلامية فقط.