بعد سنوات من الترقب، طرحت كيا أخيراً شاحنتها البيك أب المنتظرة تاسمان-Tasman، بينما لا تزال هيونداي على الهامش، دون طرح طراز مماثل. لكن هذا الوضع لن يدوم طويلاً، إذ أكّد المدير التنفيذي الجديد لشركة هيونداي في أستراليا، دون رومانو، أن العلامة الكورية ستدخل رسمياً سوق شاحنات البيك أب في المستقبل القريب.
ورغم عدم وجود جدول زمني رسمي حتى الآن، إلا أن التوقعات تشير إلى إطلاق الطراز المنتظر قبل نهاية هذا العقد. والسؤال الرئيسي الذي ما زال قيد النقاش داخل هيونداي هو: ما نوع البيك أب التي ستطرحها؟
في حين كان من المنطقي أن تتعاون هيونداي مع كيا وتطرح نسخة خاصة بها من تاسمان، كما فعلتا مع بعض الطرازات الكهربائية، فإن رومانو أكد أن القرار لم يُحسم بعد بشأن بنية وتصميم شاحنة هيونداي.
وأوضح: "توقيت الإطلاق سيعتمد على نوع الشاحنة التي سنطورها". فإذا قررت هيونداي استخدام هيكل قائم على الإطار (body-on-frame) مثل تاسمان، فقد نراها في الأسواق قريباً. لكن التحدي يكمن في تحديد نوع مجموعة القوة التي ستعتمدها الشاحنة.
ومن السيناريوهات المطروحة أن تستخدم هيونداي إحدى منصاتها الكهربائية الجديدة، والتي يمكنها دعم تصميم بيك أب كبيرة الحجم. لكن هذه الخطوة قد تجعل الطراز أكبر من تاسمان ومنافسين مثل تويوتا هايلوكس وفورد رينجر، في حين أن الطلب على الشاحنات الكهربائية لا يزال منخفضاً.
وإحدى المفاجآت المثيرة هي احتمال اعتماد هيونداي على شراكتها الجديدة مع جنرال موتورز لتطوير شاحنة البيك أب الخاصة بها. فقد بدأت الشركتان التعاون في الربع الثالث من عام 2024 بهدف استكشاف إمكانية تطوير مركبات مشتركة.
رغم أن التفاصيل لا تزال محدودة، إلا أن رومانو لمّح إلى أن هيونداي قد تستفيد من منصة شاحنة شفروليه الحالية، وقال: "سوف ندرس ما هو متاح من GM، وهدفي هو إدخال مشروع إلى مرحلة التخطيط والإنتاج، وتجهيز شبكة الوكلاء خلال ثلاث سنوات. لدينا تحالف استراتيجي مع GM لا يقتصر على البيك أب فقط، بل يشمل خيارات متعددة."
من الواضح أن هيونداي تسعى للانطلاق في هذا القطاع بسرعة، لكن دون التسرّع في اختيار الشكل النهائي لشاحنتها القادمة.
هيونداي تدرك جيداً أن سوق الشاحنات البيك أب، لا يحتمل التأخير أكثر. دخولها المتأخر يعطيها فرصة لتقديم شيء مميز يعتمد على نقاط القوة في التصميم والهندسة الكورية، مع احتمالية تبنّي حلول تقنية من شركائها مثل GM. إذا تم تطوير الطراز بحكمة، فقد نشهد منافساً قوياً يُعيد تشكيل المنافسة في هذا القطاع الذي تهيمن عليه الأسماء الأمريكية واليابانية.