لطالما كانت المرايا الجانبية المبتلة واحدة من أكثر الإزعاجات شيوعًا أثناء القيادة تحت المطر، خصوصًا على الطرق السريعة حيث تتراكم القطرات وتشوّه الرؤية الجانبية والخلفية. لكن بفضل حل ذكي من شركة يابانية غير معروفة على نطاق واسع، قد يصبح هذا الإزعاج من الماضي. شركة Car Mate تستعد لطرح فيلم طارد للماء مخصص للمرايا الجانبية، في خطوة عملية وبسيطة تعِد بتحسين السلامة اليومية للسائقين.
المنتج، الذي يحمل اسم Zero Wiper Film-Type Side Mirror، سيظهر لأول مرة في الولايات المتحدة خلال معرض إلكترونيات المستهلك Consumer Electronics Show في شهر يناير. وفكرته مباشرة: فيلم شفاف يُلصق مباشرة على سطح المرآة ليشكّل حاجزًا طاردًا للماء. ووفقًا للعروض المبكرة، تنزلق قطرات المطر بسرعة من على السطح، تاركة رؤية واضحة وغير متقطعة لما خلف السيارة.
هذا الابتكار ليس وليد اللحظة، إذ كُشف عنه أولًا في معرض اليابان للتنقل Japan Mobility Show عام 2023، قبل أن يُطرح في السوق اليابانية لاحقًا. لكن دخوله السوق الأمريكية عبر CES يمنحه دفعة عالمية حقيقية.
تعتمد Car Mate على مبدأ مستوحى من الطبيعة، وتحديدًا من ورقة اللوتس الشهيرة بقدرتها الفائقة على طرد الماء. سطح الفيلم يحتوي على بنية مجهرية دقيقة تجعل الماء يتكوّن في شكل قطرات صغيرة تنزلق بسرعة بدل الالتصاق بالزجاج. هذه الخاصية، المعروفة علميًا باسم Hydrophobic Effect، تُحسّن الرؤية بشكل ملحوظ، خاصة أثناء القيادة والحركة المستمرة للسيارة.
إحدى نقاط القوة في هذا المنتج هي أنه غير مخصص لطراز واحد، ما يجعله متوافقًا مع معظم المرايا الجانبية الحديثة. لكن هذا التوافق الواسع يأتي مع تنازل بسيط: حواف المرآة الخارجية قد تبقى مكشوفة، ما يترك إطارًا مرئيًا غير مغطى بالفيلم. بالنسبة للبعض، قد يكون هذا عيبًا جماليًا طفيفًا، لكنه لا يؤثر على الوظيفة الأساسية.
في الحقيقة، ليست أفلام المرايا الطاردة للماء جديدة كليًا في الأسواق العالمية، فتتوفر منتجات مشابهة عبر متاجر مثل أمازون وغيرها، كما يلجأ كثير من السائقين إلى حلول رش بعض المنتجات الخاصة على الزجاج. لكن ما يميز حل Car Mate هو الاستمرارية والثبات مقارنة بالرشاشات التي تتلاشى فعاليتها بمرور الوقت والغسيل المتكرر.
تحسين الرؤية الخلفية أثناء المطر لا يعني فقط راحة أكبر، بل سلامة أعلى. ومع بساطة التركيب وانخفاض التعقيد، قد يكون هذا الفيلم واحدًا من تلك الابتكارات الصغيرة التي تُحدث فرقًا يوميًا كبيرًا.
وفي حين يرى بعض السائقين أن الاعتماد على الرشاشات الطاردة للماء أرخص وأسهل، بينما يفضل آخرون حلولًا دائمة لا تتطلب إعادة تطبيق مستمرة.
برأيي، هذا النوع من الابتكارات البسيطة هو ما تحتاجه السيارات الحديثة فعلًا. فيلم طارد للماء للمرايا قد لا يبدو ثوريًا، لكنه يعالج مشكلة يومية مزعجة بكفاءة وأناقة، ومع دخوله السوق الأمريكية، أتوقع أن يصبح خيارًا شائعًا بسرعة.