يُعد إيان كالوم أحد أكثر المصممين تأثيرًا في عالم السيارات، حيث ساهم في تصميم روائع مثل أستون مارتن DB7 وفانكويش إضافة إلى جاكوار XK وإف تايب وحتى النموذج الفريد جاكوار C-X75. واليوم، يعود كالوم بمشروع جديد يعيد من خلاله إحياء واحدة من أكثر السيارات الرياضية شهرة في التاريخ: جاكوار إي تايب E-Type، ولكن برؤية حديثة تحمل طابعًا كلاسيكيًا محدثًا.
المشروع هو جزء من سلسلة "Portfolio Project" الخاصة باستوديو كالوم للتصميم، ويأتي إلى جانب مفاهيم مبتكرة أخرى، مثل سيارة اس يو في مخصصة للطرق الوعرة تُدعى "Grampian". وقد كشف كالوم عن هذه النسخة المُعدّلة من إي تايب من خلال رسومات ثلاثية الأبعاد أخاذة، وهي حالياً في مرحلة المفهوم، لكن تحويلها إلى حقيقة مرهون فقط بمن يملك الشغف والميزانية المناسبة.
على عكس ما اعتدناه في عالم تعديل السيارات الكلاسيكية، فإن تصميم كالوم لإي تايب لم يكن راديكاليًا أو مفرطًا في الحداثة. فقد حافظ على الشكل الجمالي الأصيل، مع إضافة لمسات طفيفة تُضفي عليها مزيدًا من الرشاقة والجرأة. فقد تم خفض الهيكل قليلًا وتوسيعه لمنح السيارة وقفة أكثر ثباتًا ورياضية، إلى جانب تزويدها بجنوط معدنية ثلاثية الأذرع ذات تصميم مجوف أنيق.
ومن ناحية الإضاءة، تم تحديث وحدات المصابيح الأمامية لتحتوي على تقنية LED حديثة، بينما حافظت المصابيح الخلفية على شكلها الكلاسيكي مع تعديل بسيط، يبرز الطابع العصري للمركبة. أما العادم المزدوج في الخلف، فيضفي طابعًا أكثر قوة وديناميكية.
أما المقصورة الداخلية، فبقيت وفية لتصميمها الكلاسيكي، مع بعض اللمسات العصرية الذكية. فمثلًا، تم تحويل العدادات الأربعة التقليدية إلى شاشات رقمية صغيرة تعرض بيانات الملاحة وآبل كاربلاي. ويؤكد كالوم أن العملاء يمكنهم تخصيص تفاصيل المقصورة بالكامل حسب أذواقهم.
ما يُميز هذا المشروع عن غيره من السيارات المعدلة الكلاسيكية الحديثة، هو أنه ليس تحويلًا كهربائيًا. ففي الصور، يظهر ناقل حركة يدوي بخمس سرعات مثبت في الكونسول الوسطي، مما يؤكد أن التجربة الميكانيكية الأصيلة لا تزال حاضرة بقوة. وعلى الرغم من أن التفاصيل الميكانيكية لم تُحسم بعد، إلا أن كالوم ألمح إلى احتمالية تزويد السيارة بمحرك V12، أو على الأقل V8 قوي، لتوفير أداء يتناسب مع حضور السيارة وتصميمها الرياضي.
هذه النسخة المعدلة من جاكوار إي تايب تمثل توازنًا فريدًا بين الوفاء للماضي والاستجابة لمتطلبات الحاضر. فلم يسعَ كالوم إلى "إعادة اختراع" أيقونة، بل أعادت تقديمها باحترام وأناقة فائقة. وإذا نُفّذ المشروع، فستكون النتيجة تحفة فنية تجمع بين التاريخ والحداثة بشكلٍ نادر ومُلهم.