في مجال يهيمن عليه الرجال، برزت بعض النساء اللواتي تحدين التقاليد وكتبن أسمائهن بأحرف من ذهب في تاريخ رياضة السيارات. من بين هؤلاء النساء، تأتي الإيطالية ليلا لومباردي، التي تعتبر أول سائقة تحرز نقاطًا في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1.
ولدت ليلا لومباردي في تورينو، إيطاليا، في عام 1941. ومنذ صغرها، أظهرت شغفًا كبيرًا بالسيارات والسباقات، على الرغم من أن هذا المجال كان يعتبر في ذلك الوقت حكرًا على الرجال. وقد بدأت لومباردي مسيرتها في عالم السيارات من خلال المشاركة في سباقات الهواة، حيث لفتت الأنظار بمهاراتها في القيادة.
وبعد تحقيق نجاحات ملحوظة في سباقات الهواة، قررت لومباردي الانتقال إلى عالم السباقات الاحترافي. حيث واجهت العديد من الصعوبات في بداية مشوارها، فلم يكن طريق ليلة لومباردي مفروشًا بالورود، فقد واجهت العديد من التحديات طوال مسيرتها، حيث تعرضت لومباردي للكثير من الانتقادات والتشكيك في قدراتها بسبب كونها امرأة. كذلك واجهت لومباردي صعوبات في تأمين الرعاية المالية اللازمة للمشاركة في السباقات. وفي كثير من الأحيان، كانت السيارات التي تقودها لومباردي أقل قوة وأداءً من سيارات منافسيها الرجال.
ومع ذلك، لم تستسلم لومباردي، واستمرت في المثابرة والتدريب حتى تمكنت من تحقيق حلمها بالمشاركة في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1.
وفي 27 أبريل 1975، احتلت ليلا لومباردي، البالغة من العمر 34 عامًا آنذاك، المركز السادس في سباق الجائزة الكبرى الإسباني في برشلونة، وأحرزت نقاطًا في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1. وحتى الآن، لا تزال هي المرأة الوحيدة التي سجلت نقاط بطولة العالم.
كذلك تحمل ليلا لومباردي أيضًا الرقم القياسي لأعلى رقم بداية في تاريخ الفورمولا 1. فقد كان الرقم "208" على سيارتها في براندز هاتش عام 1974 إشارة إلى راعيها راديو لوكسمبورج. ولن يتمكن أحد من كسر هذا الرقم القياسي للسائقة الإيطالية والطموحة، حيث لم يعد يُسمح للأرقام البدايات في الفورمولا 1 بتجاوز "99".
على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها، فإن ليلة لومباردي تركت إرثًا عظيمًا في عالم رياضة السيارات. فقد أثبتت أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح في هذا المجال الذي لطالما هيمن عليه الرجال، فما زال اسمها وإرثها يشجع العديد من النساء على متابعة أحلامهن والمثابرة لتحقيقها خاصة في مجال رياضة السيارات.
فليلا لومباردي كانت أكثر من مجرد سائقة سباق، فهي أيقونة نسائية حقيقية، كسرت الحواجز وتحدت التقاليد. وتأتي قصتها ملهمة للعديد من الأجيال من بعدها، وتذكرنا بأن الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح، بغض النظر عن الجنس أو الظروف.