كثير من السائقين يعتقدون أن قيادة السيارة عندما يقترب عداد الوقود من الصفر ليست مشكلة كبيرة، بل يعتبرها البعض "عادة يومية". لكن الحقيقة أن هذه العادة يمكن أن تسبب أضرارًا خطيرة على المدى الطويل، وتُرهق مكونات حيوية في المحرك ونظام الوقود. وفيما يلي، نستعرض أبرز أربعة أضرار رئيسية ناتجة عن القيادة بمستويات وقود منخفضة، ولماذا ينبغي عليك تجنّب هذه العادة قدر الإمكان.
مضخة الوقود من أهم أجزاء نظام تغذية المحرك، وهي مصممة لتكون مغمورة بالوقود، حيث يساعد الوقود في تبريدها وتزييتها. عند انخفاض مستوى الوقود، تفقد المضخة هذا التبريد، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارتها بشكل كبير. وإذا تكرر الأمر مرارًا، قد تتعرض المضخة للتلف أو الاحتراق الكامل، وهي من القطع المكلفة جدًا. فقد تصل تكلفة استبدال مضخة الوقود قد تتراوح بين 500 إلى 1000 دولار، بحسب نوع السيارة.
كل خزان وقود يحتوي على نسبة من الرواسب والمعادن الثقيلة التي تترسب في قاعه مع مرور الوقت. عند القيادة بمستوى وقود منخفض، تسحب المضخة الوقود من هذا القاع، مما يزيد من احتمالية انتقال هذه الرواسب إلى فلتر الوقود، ثم إلى البخاخات أو المحرك نفسه، مما يؤدي إلى انسدادها أو تقليل كفاءتها.
انسداد فلتر الوقود أو تلف البخاخات يؤدي إلى ضعف التسارع، وتقطيع في الأداء، واستهلاك زائد للوقود.
القيادة بمستوى وقود منخفض تعني دائمًا أنك على وشك التوقف. فإذا لم تتمكن من الوصول إلى محطة وقود في الوقت المناسب، قد تتوقف السيارة فجأة، خصوصًا على الطرق السريعة أو الجسور أو داخل الأنفاق، مما يعرضك لخطر الاصطدام أو الحوادث. وعليك أن تعرف أن التوقف المفاجئ بسبب نفاد الوقود يُعد أحد أكثر أسباب الحوادث المرتبطة بالمركبات.
حتى إن لم تتعرض السيارة للتوقف أو التلف الواضح، فإن تكرار القيادة بخزان شبه فارغ يضع عبئًا إضافيًا على المحرك ويزيد من الضغط على نظام الاحتراق. وهذا يؤدي إلى تقليل كفاءة الأداء، وتراجع الاستجابة عند الضغط على دواسة الوقود، وحتى ضعف العزم في بعض الحالات.
وعلى المدى البعيد، ستلاحظ أن سيارتك أصبحت "أثقل" في الانطلاق وأكثر استهلاكًا للوقود.
لذلك، فلا تنتظر ضوء التحذير! فأفضل نصيحة يقدمها خبراء الصيانة هي أن تعيد تعبئة الوقود عندما ينخفض إلى ربع الخزان. ليس فقط لتجنب الأعطال المكلفة، بل لحماية مركبتك وضمان أداء سلس وآمن.