في عالم السيارات، تشكّل التحالفات بين الكبار دائمًا لحظة حاسمة تفتح أبوابًا جديدة للابتكار. واليوم، نجد أنفسنا أمام شراكة مذهلة بين اثنين من عمالقة الصناعة: بريمبو، الرائدة في أنظمة الكبح، وميشلان، الاسم العريق في عالم الإطارات. والنتيجة؟ نظام كبح متطور يُدعى سينسيفي Sensify، يَعِد بإعادة تعريف طريقة كبح وتوقف السيارات كما نعرفها.
نظام سينسيفي ليس مجرد تطوير لأنظمة "الكبح الإلكتروني" التقليدية، بل يمثل نقلة نوعية في الصناعة. فبينما تعتمد الأنظمة السابقة على إرسال إشارة إلكترونية إلى مضخم يقوم بتوزيع السائل الهيدروليكي، يستخدم سينسيفي وحدة تحكم مركزية تُدير عملية الكبح بالكامل عند كل عجلة على حدة.
ويعمل النظام من خلال طريقتين:
كما يمكن الجمع بين الطريقتين عن طريق استخدام الهيدروليك في الأمام والكهرباء في الخلف، ما يُوفر مرونة هندسية وتحكمًا مذهلًا.
وهنا يأتي دور ميشلان التي دمجت تقنياتها البرمجية مع سينسيفي لتحسين التفاعل مع الإطارات في الوقت الحقيقي. فتقول الشركة إن النظام يمكنه تحليل أربعة عوامل أساسية للإطار: الحمل - درجة التآكل - الضغط - الحرارة. ومن خلالها، يتم حساب معامل التماسك اللحظي بدقة متناهية، ما يتيح للنظام تطبيق أقصى ضغط ممكن دون قفل العجلة، حتى في أصعب الظروف.
في اختبارات أُجريت على حلبة ميشلان، شملت ظروفًا متنوعة (إطارات جديدة ومستهلكة، صيفية وشتوية، على طرق مبللة وجافة)، استطاع النظام تقليص مسافات الكبح في حالات ABS بمقدار يصل إلى 4 أمتار (13 قدمًا) مقارنة بالأنظمة التقليدية.
لكن الأهم من ذلك هو إمكانية استخدام بيانات التماسك في أنظمة أخرى مثل: التعليق المتكيّف، الديناميكا الهوائية النشطة، التحكم في الفروقات الإلكترونية، نظام نقل الحركة وغيرها.
كل هذه الأنظمة يمكن تحسينها باستخدام النماذج الافتراضية التي توفّرها ميشلان بدقة، خاصة في وقت يصعب فيه محاكاة خصائص الإطار افتراضيًا.
ومع الاتجاه السائد نحو ما يُعرف بـ "المركبات المعتمدة على البرمجيات"، يأتي سينسيفي كنموذج حي يثبت أن الفرامل لم تعد مجرد أجهزة ميكانيكية، بل أنظمة ذكية تُفكر وتتفاعل لحظيًا. وقد تم تصميم بنيته الإلكترونية لتكون متوافقة مع مستقبل هذه المركبات، ما يجعل من هذا النظام حجر أساس في جيل السيارات القادم.
ومن المتوقع أن يظهر سينسيفي في أول سيارة إنتاجية لعام 2026. وبينما لا يزال التعاون في مراحله الأولى. إلا أن كلاً من بريمبو وميشلان واثقتان من أن هذا المشروع سيُغيّر قواعد اللعبة.