تمر السيارات في مرحلة التصنيع بعملية طلاء دهانات السيارات، وهي عبارة عن طبقات طلاء فوق بعضها، حتى الطبقة العليا المسماة Clear Coat أي الغطاء الشفاف، والتي تكمن أهميتها في منح الطلاء حماية وبريق، غير أنها عرضة للاستهلاك بمرور عمرها الافتراضي والذي يتأثر بعوامل البيئة مثل ظروف الطريق وحالة الطقس الذي تعتاد قيادة السيارة فيه.

بعض التصرفات الخاطئة التي يمارسها ملاك السيارات الذين يلاحظون أن طلاء السيارة أصبح باهتا، لا يتمتع بالبريق الذي عليه الطلاء الجديد، والذي يدل عادة على انتهاء عمر طبقة الغطاء الشفاف، أنهم يقومون بعملية التلميع أو الصقل (Polishing) وهي عملية يؤدي تكرارها إلى التخلص من طبقة الغطاء الشفاف ثم إزالة طبقات الطلاء الأصلي تدريجيا، لا ينصح بها إلا في حالات محدودة مثل التمهيد لتركيب طبقة حماية طويلة الأجل.

هناك عدة أنواع من طبقات حماية دهانات سيارات بما فيها طلاء السيراميك وأفلام حماية اللون والتشميع. وربما عامل السعر هو أكبر مميز بينهم، وعادة يكون السعر الأغلى مقيمة بالقيمة الأعلى.

التشميع التقليدي للسيارة يعد من بين الأقل تكلفة، يجمع بين طبقة واقية على طلاء السيارة وطبقة شفافة، ويستطيع أن يحافظ على رونق الطلاء، ويناسب السيارات الجديدة أو السيارات ذات الطلاء الجديد، غير أن لديه عمر افتراضي قصير، فبعد غسل السيارة عدة مرات تحتاج إلى استبدال التشميع.

الخيار الأفضل منه في عمر الحياة، هي طبقات الحماية المصنعة من البوليمر، تشبه في التكوين شمع السيارة غير أنها تركيبتها أفضل في جانب حماية الطلاء ويسمح لها أن تدوم فترة أطول من الشمع التقليدي، وتقديرا يصل عمرها ما بين 4 إلى 6 أشهر، ومن حيث التكلفة فبالطبع أغلى من طبقة الشمع التقليدي.

أما الخيار المفضل دائما فهي أنواع طبقات الحماية من السيراميك والتي تتميز بتركيبة كيميائية قوية تمكنها من أن تتجسد مثل غشاء قويا على طلاء السيارة، فتوفر حماية أفضل وتدوم فترة طويلة، تصل إلى ما بين 3 إلى 4 سنوات إذا التزم مالك السيارة بتعليمات ممارسات الصيانة الموصى بها، وبالطبع أنواع طلاءات السيراميك هي الأغلى، لكن المتانة وخصائص الحماية التي توفرها تفوق أقرب البدائل بفارق كبير.

وهناك أفلام حماية الطلاء المسماة PPF وميزتها حماية طلاء السيارة من الشظايا والحطام الذي يصطدم بالسيارة، وتزعم الشركات المصنعة لها أن تلك الأفلام تدوم إلى 5 و 7 سنوات، ويتأثر طول العمر بالبيئة وظروف القيادة كما هو حال باقي طلاءات الحماية المذكورة هنا، ومن هذه الأفلام ما لا يكون باهظ الثمن مثلا طلاء السيراميك.

تشمل مزايا تغليف السيارة بطبقة النانو سيراميك منح الطلاء لمعانا عميقا وسهولة تنظيف الخارجية ناهيك عن أنها تصبح أقل عرضة للاتساخ بحكم أن النانو سيراميك مقاوم للماء مما يسمح للطين والأوساخ أن تُزال من عليه بسهولة.

 ويعزز النانو سيراميك من مقاومة الخدوش، كما يحد بنسبة كبيرة من وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة بجلد الإنسان وصحته إلى الداخلية، إلى جانب قدرته على تخفيف درجة الحرارة بنسبة كبيرة، مما يساهم في الحفاظ على فرش الداخلية ومكيف الهواء. وهذه المزايا إلى جانب طول عمره الافتراضي مقارنة بمعظم الأنواع الأخرى.

أكبر عيوب النانو سيراميك تشمل احتمال تكوّن بقع مياه، ورغم أنه طبقة قوية ضد الخدوش، لكن لا يعني ذلك القدرة على الحماية من كل خدش، كذلك الحال مع المياه، فهو طارد للمياه، لكن بعض البقع قد تتخلل الطبقة وتكوّن بقع مياه أسفلها. والعيب الثاني هو السعر، والسبب في ارتفاع السعر يرجع لأمرين، صعوبة تصنيع مركب النانو سيراميك والطلب المتزايد على النانو سيراميك. أما العيب الثالث فهو أن عملية التركيب صعبة تستغرق أياما، ولا ينصح أبدا باتباع تعليمات تركيبه بنفسك، بل يجب التوجه إلى الشركات المحترفة.

المقصود من إطلاع القارئ على طريقة تركيب طبقة النانو سيراميك ليس بغرض التشجيع على تولي عملية التركيب بنفسه، بل تثقيف لمدى تعقيد العملية المتبعة في الورش المختصة.

أول ما يتم في ورش العناية، هو صف السيارة بمساحة واسعة لعملية الغسيل الشامل للخارجية، وفيها يتم استخدام مواد غسيل بمواصفات عالمية لضمان تنظيف السيارة تماما، وفي خطوة أخيرة بهذه المرحلة يتم تطبيق ما يسمى "نانو شامبو" ذا القدرة العالية على إزالة دقائق الأوساخ. وفي المرحلة الثانية يتم التأكد من عدم وجود مشاكل في دهان السيارة، لأن وجود عيب في الطلاء يتفاقم بعد تركيب النانو سيراميك ويجب حل تلك المشاكل قبل الشروع في تركيب النانو سيراميك.

في المرحلة الثالثة وتكون في جانب مختلف من الورشة، يتم فيها عملية تلميع الطلاء الخارجي لاسترجاع البريق الأصلي بدرجة متساوية على كامل الطلاء. وفي المرحلة الرابعة يتم تركيب النانو سيراميك، وطبقة واحدة كافية من النانو سيراميك، ليس مثل بعض الممارسات الشائعة التي تشمل تركيب عدة طبقات، لذا أخيرا، تأكد من التعامل مع ورشة ذات سمعة حسنة في العناية بالسيارات.