في عالم الزيوت، لا يُترك شيء للصدفة. فقد أصبح تركيب زيت المحرك علمًا دقيقًا، يتغيّر تبعًا لنوع السيارة وظروف الاستخدام. وعلى الرغم من وجود زيوت عالية الأداء مثل زيوت السباقات، فإن استخدامها في السيارات اليومية قد يسبب ضررًا أكثر من نفع. إذ لا يعتمد الأمر على جودة الزيت فحسب، بل على مدى توافقه مع طبيعة عمل المحرك ونمط الاستخدام.
الخبير "ليك سبيد جونيور" من قناة The Motor Oil Geek على يوتيوب، قدّم تجربة علمية لشرح الفرق بين أنواع الزيوت الثلاثة، وبيّن من خلالها أن حتى لو كان زيت السباقات يحتوي على إضافات تفوق الزيت الموصى به من المصنع، فإنه ليس الخيار الأفضل للقيادة اليومية.
الزيوت الحديثة، خاصة الصناعية منها، تحتوي على مضادات أكسدة وإضافات مقاومة للحرارة، تمنع تحلل الزيت مع مرور الوقت أو تحت الضغط الحراري. الزيوت المخصصة للسيارات اليومية غنية بهذه الإضافات، ما يجعلها تدوم حتى 15,000 كيلومتر أو أكثر قبل الحاجة للتغيير.
أما زيوت السباقات، فتفتقر لهذا النوع من الإضافات بكميات كافية، لأن استخدامها موجه لمحركات تُغيّر زيتها بعد كل سباق أو بضع ساعات من العمل. وبالتالي، إذا استخدمت زيت سباقات في سيارة شارع وتركته لآلاف الكيلومترات، فستجد أن المحرك يعاني من التآكل بسبب فقدان الزيت لفعاليته مبكرًا.
"ليك سبيد جونيور" شبه الأمر بإطارات السباق: توفر أداءً عاليًا وتماسكًا كبيرًا، لكن عمرها قصير للغاية مقارنة بإطارات الشارع المصممة للتحمل على المدى الطويل.
من المغري أن تبحث عن الأفضل دائمًا، خاصة حين يتعلق الأمر بمحرك سيارتك. ولكن "الأفضل" لا يعني الأغلى أو الأكثر شهرة، بل الأنسب لاستخدامك الفعلي. فزيت السباقات مصمم ليُستخدم في بيئة حلبات، وليس في الزحام اليومي أو الرحلات الطويلة.
فإذا كنت تفكر في الترقية إلى زيت عالي الأداء، راجع كتيب سيارتك أولًا، وكن صادقًا مع نفسك بشأن طبيعة قيادتك. فقد تدفع مبلغًا أكبر لزيت سباقات ظنًا أنه الأفضل، بينما هو في الحقيقة يؤدي إلى تآكل مبكر وتكلفة صيانة أعلى.
الالتزام بزيت المصنع الموصى به ليس خيارًا تقنيًا فقط، بل قرار ذكي يوفر عليك المال ويحافظ على محركك. إلا إذا كنت تشغّل سيارتك كما يُشغّل السائقون المحترفون سياراتهم في السباقات، فلا فائدة حقيقية من استخدام زيت سباقات يوميًا.