ينفق كثير من السائقين آلاف الدراهم على أنظمة الترفيه، تظليل الزجاج، الجنوط الكبيرة، والإكسسوارات، بينما يحاولون في المقابل توفير بضع عشرات عند شراء الإطارات. المشكلة ليست في المال فقط، بل في تجاهل أهم جزء يربط السيارة بالطريق: أربعة بقع صغيرة من المطاط هي حرفياً خط الدفاع الأول عن حياتك.
مقطع فيديو انتشر على تيك توك عبر حساب Andy’s Auto Advice أثار هذه القضية من جديد، عندما قال الميكانيكي: «لا تُهمِل الإطارات، ولا تستبدل اثنين فقط, دائماً غيّر الإطارات الأربعة معاً. استبدال إطارين فقط لا يضمن سلامتك إطلاقاً.»
فهل هو مُحق تماماً؟ أم أن الحقيقة أكثر توازناً؟
تؤكد بيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة (NHTSA) أن مئات الوفيات سنوياً تُسجّل بسبب حوادث مرتبطة بالإطارات، بما في ذلك تآكل النقشة، انخفاض ضغط الهواء، أو تقادم المطاط. كما تشير اختبارات مستقلة إلى أن مسافة التوقف على الطرق المبتلة يمكن أن تزيد بأكثر من 80% عندما ينخفض عمق النقشة إلى أقل من 2/32 إنش تقريباً.
بمعنى أبسط: كل أنظمة الأمان المتطورة، ABS، ESP، أنظمة التماسك، لا قيمة لها إذا لم يجد الإطار تماسكاً مع الطريق.
القاعدة التي طرحها الميكانيكي صحيحة من حيث «الاحتياط الأقصى»، لكنها ليست قاعدة مطلقة في كل الحالات:
1) سيارات الدفع الكلي (AWD)
في معظم السيارات ذات الدفع الكلي، توصي الشركات بتغيير الإطارات الأربعة معاً للحفاظ على نفس محيط الدوران بين العجلات. اختلاف القطر بين إطار جديد وآخر مهترئ قد يرهق الدفرنس الوسطي أو قابض نظام الدفع، ما يؤدي إلى أعطال مكلفة جداً.
2) سيارات الدفع الأمامي والخلفي (FWD / RWD)
في هذه السيارات، يمكن عادةً استبدال إطارين فقط عند الحاجة، بشرط الالتزام بقاعدة مهمة جداً: الإطارات الجديدة تُركّب دائماً في الخلف، سواء كانت السيارة أمامية الدفع أو خلفية الدفع.
السبب ليس الدفع، بل ثبات الجزء الخلفي. عند الكبح أو تغيير المسار على طريق مبتل، فقدان التماسك في الإطارات الخلفية يؤدي إلى انحراف مفاجئ (Oversteer) يصعب السيطرة عليه، بينما فقدان التماسك في الأمام يمكن للسائق التعافي منه بسهولة أكبر.
الخبراء يحذرون أيضاً من الاعتماد على السعر وحده عند اختيار الإطارات. اختبارات مستقلة مثل تلك المنشورة على Tire Rack تظهر فروقات كبيرة في الكبح على الطرق المبتلة بين إطارات اقتصادية رخيصة وأخرى متوسطة الجودة، حتى وهي جديدة تماماً.
الإطارات الرخيصة غالباً:
كما أن عمر الإطار الزمني عنصر مهم؛ فحتى مع نقشة جيدة، تبدأ مركبات المطاط في التصلب بعد حوالي 6 سنوات، ما يقلل التماسك ويزيد من مخاطر الانفجار أو فقدان السيطرة.
لرفع مستوى الأمان إلى الحد الأقصى:
فكرة أن الإطارات أولوية أمان كبرى صحيحة تماماً. أما قاعدة استبدال الأربعة دائماً، فهي الأفضل في سيارات الدفع الكلي، لكنها ليست إلزامية في جميع السيارات. في المقابل، الشرط غير القابل للتفاوض هو:
في النهاية، أهم «ترقية أمان» يمكن أن تشتريها لسيارتك ليست نظاماً رقمياً جديداً، بل إطارات جيدة، مركّبة بالشكل الصحيح، ومعتنى بها بجدية.