تعتبر إيطاليا واحدة من أهم دول العالم في عالم السيارات، ويعكس ذلك تاريخها الغني في صناعة السيارات الفاخرة والأنيقة. ومن أبرز المعالم التي تمتلكها إيطاليا في هذا المجال هو متحف السيارات الوطني في مدينة تورينو. يحتوي المتحف على ما يقرب من 200 سيارة بين ثمانين علامة سيارات شهيرة من مختلف أنحاء العالم. ويقع المتحف في مبنى يعود تاريخه إلى عام 1960 ، ويتكون من ثلاثة طوابق، ويحتوي أيضًا على مكتبة خاصة به ومركز توثيق وقاعة اجتماعات.
تم إنشاء متحف السيارات الوطني بإيطاليا في عام 1932 بناءً على فكرة اثنين من رواد السيارات الإيطالية، سيزار غوريا جاتي (أول رئيس لنادي تورين للسيارات) وروبرتو بيسكاريتي دي روفيا (وأحد مؤسسي شركة فيات)، وهو واحد من أقدم متاحف السيارات في العالم.
ويعتبر هذا هو المتحف الوطني الوحيد من هذا النوع في إيطاليا ، والذي يقع في المباني التي صممها المهندس المعماري أميديو ألبرتيني، على الضفة اليسرى لنهر بو وعلى مسافة قصيرة من لينغوتو؛ وهي مثال نادر على العمارة الحديثة.
يحتوي المتحف على واحدة من أندر التشكيلات وأكثرها إثارة للاهتمام، مع ما يقرب من 200 سيارة كلاسيكية يرجع تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، وأكثر من ثمانين طرازًا مختلفًا من السيارات، من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، هولندا وإسبانيا وبولندا والولايات المتحدة.
وقد عام 2002 حصل المتحف على العديد من التجديدات، ونجد صالات المتحف الجديد تروي قصة السيارة ، وتحولها من خيال لحقيقة، بداية من أصولها وحتى التطور المعاصر للفكر الإبداعي في عالم السيارات.
يتكون المتحف من 21 غرفة ، على مساحة 3600 متر مربع، تخبرنا كيف ولدت السيارة، وكيف تطورت خلال القرون السابقة. في بعض تلك الغرف يتم تقديم معلومات حول أصل الحركة ويتم تكريم العديد من السلائف العبقرية للمحرك الميكانيكي، من بينها المركبة التي اخترعها ليوناردو دافنشي ورسم مخطوطاتها قبل عقود من اختراع السيارة العاملة بمحرك احتراق، كذلك ستجد في المتحف سيارة La Jamais Contente، وهي أول سيارة تتخطى سرعة الـ 100 كيلومتر في الساعة وتم الكشف عنها في العام 1899. هناك أيضًا سيارات سباق وسيارات الفورمولا 1 مثل سيارة مايكل شوماخر فيراري F310 من عام 1996، وسيارة ألفا روميو 179B.
غرف أخرى تطلق لخيالنا العنان في محاولة لجعلنا نتخيل العالم الذي سنجد أنفسنا نعيش فيه غدًا. وغرف أخرى نجدها تسرد قصة صناعة السيارات في القرن العشرين، بما في ذلك مركبات الحرب العالمية الأولى، واكتشاف الديناميكا الهوائية ، وغيرها. والهدف هنا هو جعلنا نفهم إلى أي مدى أثرت السيارة على تكييف وتفضيل الأحداث التاريخية والاقتصادية والفنية والاجتماعية الأكثر تميزًا في القرن الماضي.
في الطابق السفلي، والذي يقع على مساحة تبلغ حوالي 2000 متر مربع، ما يسمى بالجراج حيث يتم الحفاظ على تراث المتحف غير المكشوف. هذه السيارات ليست جزءًا من المجموعة الدائمة للمتحف لأسباب لوجستية. يتم إدخال السيارات في هذا القسم بالتناوب على مر السنين. جنبا إلى جنب مع هذه الغرفة، يضم الطابق السفلي أيضًا مدرسة الترميم حيث يتم ترميم السيارات ثم عرضها.
بفضل فريق من الخبراء الخبراء الذين يتحدثون 11 لغة مختلفة، ستصبح زيارتك لمتحف السيارات الوطني بإيطاليا تجربة جذابة تكتشف فيها القصص المتعلقة بأهم أجزاء مجموعة المتحف والسياقات الثقافية التي رافقت تطورها.
جولة إرشادية مخصصة للصغار وعائلاتهم لاكتشاف القصص المثيرة للسيارات الأكثر تمثيلاً في المجموعة والسائقين المغامرين الذين قادوها، وهي طريقة مرحة لزيارة المتحف والتعلم أثناء الاستمتاع.
كذلك يحتوي المتحف على غرف وخدمات تتعلق فقط بالمتحف للقيام بأنشطة تكميلية. كذلك هناك خدمات أخرى يمكنك الاستمتاع بها مثل مكتبة وبار وقاعة اجتماعات تسع 150 مقعدًا.