تقف بي إم دبليو على عتبة فجر جديد، متمثلاً في سلسلة سيارات "Neue Klasse" التي تعد بمستقبل كهربائي أنيق ومتطور. في خريف 2023، كشفت الستار عن سيارة السيدان الاختبارية "Vision Neue Klasse"، لتطلعنا على التصميم والهندسة المستقبلية لجيل جديد من سيارات بي إم دبليو. واليوم، تزيح الشركة الستار عن العضو الجديد في عائلة السيارات الكهربائية، "Vision Neue Klasse X"، وهي سيارة كروس أوفر تجسد الاستعداد لتحول جذري، مع الحفاظ على الالتزام بسيارات "النشاطات الرياضية" المحبوبة والمربحة.
يرمز اسم "Neue Klasse" إلى أكثر من مجرد تسمية؛ فهو يحمل تاريخًا عريقًا لعشاق بي إم دبليو، إذ بدأ استخدامه في أوائل الستينيات لتمييز خط جديد من السيدان الرياضية الحديثة. ومن هنا، ولدت بي إم دبليو 2002 الأسطورية، التي ساهمت في إنقاذ الشركة من شفا الانهيار.
على الرغم من أن بي إم دبليو ليست تحت تهديد الزوال كما كانت في الستينيات، إلا أن الشركة تواجه تغيرات جذرية في صناعة السيارات العالمية. وقد كانت الشركة تتلاعب بفكرة السيارات الكهربائية والهجينة لسنوات، لكن مجموعة "Neue Klasse" الاختبارية تشير إلى إعادة تصور كاملة لمظهر وأداء وتجربة قيادة بي إم دبليو.
إذا كانت سيدان "Vision Neue Klasse" هي 3 Series للغد، فيُمكن اعتبار "Vision Neue Klasse X" كـ X3 للمستقبل.
تعلن بي إم دبليو عن استراتيجية جديدة خاصة بالبرمجيات للسيارات الكهربائية، حيث ستتخلى عن الوحدات الإلكترونية المخصصة لكل نظام لصالح "أدمغة فائقة" تعمل معًا بذكاء لما كان يُعالج بشكل منفصل. ويُعد هذا التغيير بتحسين الأداء والكفاءة والمتعة في القيادة.
كما تُعد الشركة بتقديم تقنيات دفع كهربائية جديدة من الجيل السادس، تعِد بزيادة كثافة الطاقة بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالخلايا الحالية، وتتضمن السيارات استخدام بنية 800 فولت للشحن السريع، ما يتيح إضافة ما يصل إلى 300 كيلومتر من مدى البطارية بتوصيلة شحن مدتها 10 دقائق فقط. وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن أرقام القوة والأداء لسيارة "Vision Neue Klasse X"، إلا أن التوقعات عالية بشأن ما ستقدمه هذه السيارة من إمكانيات.
يمثل التصميم الجذاب لـ"Vision Neue Klasse X" نقطة تحول في مفهوم التصميم لدى بي إم دبليو. بتناقض مع سيدان "Vision Neue Klasse"، يتميز هذا الطراز بخطوطه البسيطة والنظيفة، ويبرز الشبك الأمامي الطويل كعلامة فارقة تميز طرازات سيارات النشاطات الرياضية عن السيدان التقليدية في المستقبل الكهربائي للشركة.
يحتفظ التصميم الخارجي بالشكل المألوف لسيارات بي إم دبليو الكروس أوفر، لكنه يقدم مساحة داخلية أكثر إشراقًا واتساعًا، وذلك بفضل بعض اللمسات الذكية في التصميم مثل الأعمدة الأمامية والوسطى التي تم تنحيفها من الخارج، مما يوفر مظهرًا خارجيًا رشيقًا يتسع إلى السُمك العادي من الداخل.
داخليًا، تعانق "Vision Neue Klasse X" البساطة الجديدة، مع وعد بمستوى جديد من التكامل الاتصالي المستمر. وداعًا لنظام iDrive: ترغب بي إم دبليو بأن يتم التحكم في شاشة العرض الوسطية عبر اللمس أو من خلال أزرار على عجلة القيادة.
يتم عرض سرعة السيارة، حالة البطارية، والمعلومات الأخرى التي تجدها عادةً على لوحة العدادات الخاصة بالسائق عبر شاشة عرض كاملة عند قاعدة الزجاج الأمامي، والتي تُعزز بشكلٍ إضافي بواسطة عرض رأسي أعلى. وباستثناء مجموعة صغيرة من الأزرار الفعلية على وحدة التحكم الوسطية، فإن كامل قمرة القيادة خالٍ تقريبًا من الأزرار، مما يوفر تجربة تفاعلية وتكنولوجية متقدمة.
تظهر التزامات بي إم دبليو تجاه الاستدامة من خلال اعتماد مواد صديقة للبيئة في تصنيع "Vision Neue Klasse X". الأقمشة المستخدمة في التنجيد، والتي تُعرف باسم "Verdana"، تتكون من مواد قائمة على النباتات والمعادن وخالية تمامًا من المشتقات البترولية. الأجزاء الداخلية المصنوعة بالحقن مصنوعة من البلاستيك البحري المُعاد تدويره. يمنح اللون الشعابي للتنجيد المشابه للقرميد، بالإضافة إلى السقف البانورامي الضخم والمساحة الداخلية الواسعة، الداخلية إحساسًا بالترحيب والفساحة.
عند رؤيتها عن قرب، تبدو "Vision Neue Klasse X" وكأنها خطوة متوسطة بين سيارة مفهومية خيالية وأخرى جاهزة للإنتاج. بينما تبدو المصابيح الأمامية والخلفية وكأنها استعارات من عالم العروض، أقر ممثل بي إم دبليو بأن الداخلية في النسخة الإنتاجية ستحتاج إلى بعض الأزرار الفعلية أكثر مما هو معروض هنا. ومع ذلك، يبدو أن مقابض الأبواب، وأقفالها، وقوالب الجسم، وفتحات الضوء النهاري جاهزة للإنتاج بالفعل، وهو ما يجب أن يكون، بما أن بي إم دبليو تعد بأن أول كروس أوفر من "Neue Klasse" سيدخل خط الإنتاج في عام 2025.