في خطوة تتماشى مع توجهات الصناعة، تستعد مرسيدس بنز لتوحيد مجموعة سيارات السيدان الفاخرة الخاصة بها من خلال استبدال طراز EQS بنسخة كهربائية بالكامل من إس كلاس S-Class. هذه الخطوة تأتي في أعقاب نهج بي إم دبليو الثنائي مع الفئة السابعة وطراز i7، حيث ستقدم مرسيدس الجيل القادم من إس كلاس بنسختين، واحدة بمحرك احتراق داخلي (ICE) والأخرى كهربائية. هذا التحول يشير إلى نهاية طراز EQS بعد جيل واحد فقط، رغم أنه سيحصل على تحديثات في منتصف دورة حياته قبل إنتهاء إنتاجه.
كانت إحدى الانتقادات الرئيسية الموجهة لطراز EQS الحالي هو تصميمه غير التقليدي والذي يوصف أحيانًا بأنه "متضخم". هذا التصميم، إلى جانب بعض الشكاوى المتعلقة بالراحة الداخلية، جعل بعض المشترين غير راضين تمامًا. ومن خلال دمج تصميم الطرازين الكهربائي والبنزيني لإس كلاس تحت لغة تصميم موحدة، فتأمل مرسيدس بنز في إنشاء مجموعة أكثر تناسقًا وجاذبية بصريًا. وبينما نتوقع أن تتشارك النسختان العديد من عناصر التصميم، فإن استخدام المنصات المختلفة سيؤدي إلى اختلافات في الأبعاد، خصوصًا أن النسخة الكهربائية ستستفيد من منصة مخصصة للمركبات الكهربائية.
بشكل عام، تتيح منصات المركبات الكهربائية مساحة أكبر بسبب غياب المكونات الميكانيكية التقليدية مثل المحركات وناقلات الحركة، ما يؤدي إلى زيادة في قاعدة العجلات وتقليل البروزات، وتحسين في تصميم المقصورة الداخلية. وهذا من شأنه أن يجعل النسخة الكهربائية من إس كلاس أكثر اتساعًا وانسيابية مقارنة بطراز EQS الحالي. ومن المتوقع أن يتبع الجيل القادم من إي كلاس هذا النهج، بحيث ستتوفر بنسختين، احتراق داخلي وكهربائي.
وجدير بالذكر أنه قبل وصول إس كلاس تلك، ستقدم مرسيدس تحديثًا لطراز EQS في عام 2025، ومن المتوقع أن يحمل هذا التحديث تحسينات تكنولوجية هامة. ومن بين التحديثات المنتظرة بشدة هي الانتقال إلى بنية كهربائية بقدرة 800 فولت، مما سيمكن من شحن أسرع. ووفقًا لهذا النظام الجديد، قد يتم شحن EQS من 10% إلى 80% في 21 دقيقة فقط. كما قد تشهد النسخة المحدثة تحسينًا في كيمياء البطاريات لزيادة مدى السيارة بشكل أكبر. وبالنسبة لطراز 2025، زادت مرسيدس بالفعل سعة بطارية EQS من 108.4 كيلوواط/ساعة إلى 118 كيلوواط/ساعة، ما يمنحها مدى يصل إلى 511 ميل وفقًا لمعيار WLTP، رغم أن وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) تُقدره بـ 371 ميل فقط.
وفي الوقت نفسه، من المقرر أن يحصل طراز إس كلاس الحالي ذو محرك الاحتراق الداخلي على تحديث في عام 2026، حيث صرح الرئيس التنفيذي "أولا كالنيوس" بأن الشركة تستثمر بشكل كبير في هذا التحديث، وهو أكثر من مجرد تعديل منتصف دورة الإنتاج. فستكون هذه التحديثات بمثابة جسر حتى وصول إس كلاس الموحدة حوالي عام 2030، وهو ما سيُدخل مرسيدس في عهد جديد لسياراتها الرائدة.
على الرغم من هذه التحديثات القادمة، كان عام 2024 عامًا صعبًا على سيارات السيدان الفاخرة من مرسيدس بنز. فقد تراجعت مبيعات إس كلاس بنسبة 37% في الربع الأول، بينما انخفضت المبيعات المجمعة لإس كلاس، EQS، EQS إس يو في وGLS بنسبة 23% في الربع الثاني. ونتيجة لذلك، تم تقليص الإنتاج إلى وردية واحدة فقط. يُثير هذا الانخفاض في الطلب تساؤلات حول مستقبل سيارات السيدان الفاخرة، لكن يبدو أن مرسيدس بنز ملتزمة بتطوير خط إنتاجها لتلبية احتياجات مشتري السيارات الفاخرة في المستقبل.
قرار استبدال EQS بإس كلاس كهربائية يمثل تحولًا استراتيجيًا لمرسيدس بنز في استعدادها لمستقبل التنقل الفاخر. ومن خلال توحيد مجموعة سيارات السيدان الفاخرة وتقديم نسختين من الجيل القادم من إس كلاس، سواء بمحرك احتراق داخلي أو كهربائي، تسعى مرسيدس إلى مزج أفضل ما في العالمين: إثارة محركات الاحتراق الداخلي وابتكارات المركبات الكهربائية. ومن المتوقع أن يساعد هذا الانتقال في تبسيط عمليات الإنتاج وتقليل تكاليف التطوير، مع منح المشترين خيارات متنوعة في قمة الفخامة. ومع استمرار الصناعة في التحول نحو الكهرباء، قد تصبح إس كلاس الكهربائية بالكامل علامة فارقة في عالم تصميم وتقنيات السيارات الفاخرة.