على الرغم من الإمكانيات الواعدة لنظام تويوتا الجديد لفلترة ثاني أكسيد الكربون، تشير الاختبارات الأولية إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من التطوير لتحقيق تأثير ملموس على البيئة. خلال تجارب على سباق GR Corolla، تمكن النظام من احتجاز حوالي 20 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون على مدار 20 لفة، وهو ما يعد قيمة ضئيلة مقارنة بانبعاثات سيارة تعمل بالبنزين التي يمكن أن تصل إلى حوالي 8900 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل جالون من الوقود المستهلك.

هذا يعني أنه بينما يمثل النظام خطوة مهمة نحو تقليل الانبعاثات، فإنه لا يزال يحتاج إلى تحسينات كبيرة ليكون قادرًا على تقديم حل فعال يمكن أن يطبق على نطاق واسع. تواجه تويوتا تحديًا كبيرًا في تطوير نظام يمكنه احتجاز كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون بفعالية وبتكلفة مقبولة، خصوصًا في ظل الحاجة إلى استبدال الفلتر بشكل مستمر.

في وقت تتجه فيه معظم شركات صناعة السيارات نحو الاستثمار في السيارات الكهربائية بالكامل، تختار تويوتا مسارًا مختلفًا، معلنة عن "مشروع تطوير محرك كبير" يركز على الحفاظ على محركات الاحتراق الداخلي عبر تقنيات مبتكرة مثل نظام فلترة ثاني أكسيد الكربون. ترى تويوتا أن مستقبل النقل لا يقتصر على السيارات الكهربائية وحدها، بل يشمل أيضًا السيارات الهجينة وتلك التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، والتي يمكن أن توفر بدائل مستدامة وفعالة.

تصور الشركة عالمًا حيث تتعايش التقنيات المختلفة لتحقيق الحياد الكربوني، معتبرة أن تنويع مصادر الطاقة يمكن أن يعزز الاستدامة ويقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة الفردية. من خلال استكشاف تقنيات جديدة مثل محركات الهيدروجين وتطوير أنظمة فلترة متقدمة، تسعى تويوتا إلى إعادة تعريف ما يمكن أن تكون عليه السيارات في المستقبل، بالإضافة إلى تقديم حلول تتوافق مع مختلف الاحتياجات والأسواق.

يعكس هذا التوجه إيمان تويوتا بأن الطريق نحو الاستدامة ليس محددًا بتقنية واحدة، بل يجب أن يشمل مجموعة واسعة من الحلول التي تتلاءم مع التحديات البيئية المتنوعة وتلبي احتياجات المستهلكين المختلفة. في حين أن هذا المسار يحمل تحدياته الخاصة، بما في ذلك تطوير تقنيات جديدة وتحقيق التوازن بين الابتكار والقابلية للتطبيق التجاري، فإنه يؤكد أيضًا على التزام تويوتا بالمساهمة في مستقبل أكثر استدامة ونظافة للنقل.