في إنجاز مذهل قد يبدو ضربًا من الخيال العلمي، أثبتت شركة McMurtry أن سيارتها الخارقة ذات المروحة الخلفية Spéirling Pure قادرة فعليًا على السير وهي مقلوبة رأسًا على عقب، بفضل قوة ضغط سفلي "داونفورس" هائلة تولّدها مروحتها الفائقة المتطورة.
بشكل عام، إذا تمكنت السيارة من توليد داونفورس تعادل أو تتجاوز وزنها الذاتي، فإنها نظريًا تستطيع السير مقلوبة. لكن لم يجرؤ أحد على تنفيذ هذا الأمر في الواقع، لأن تقنيات الديناميكا الهوائية التقليدية، مثل الأجنحة والمشتتات، تحتاج إلى سرعات خيالية لتوليد تلك القوة، بسبب أن الداونفورس يتزايد بمربع السرعة. ولطالما كان حلم بناء نفق خاص يسمح بتنفيذ ذلك وهمًا تقنيًا باهظ التكلفة.
لكن سيارة Spéirling Pure غيّرت قواعد اللعبة. فهي لا تعتمد على السرعة لتوليد القوة، بل تستخدم مروحة تسحب الهواء من أسفل السيارة، ما يسمح لها بتوليد أكثر من 2000 كيلوجرام من الداونفورس وهي متوقفة تمامًا، أي ضعف وزنها الفارغ!
في مقر الشركة بالمملكة المتحدة، بنت McMurtry منصة دوارة مخصصة لتثبيت السيارة وقلبها رأسًا على عقب، بينما تعمل المروحة بأقصى طاقتها لتوليد الضغط السفلي. وبالفعل، تم تدوير السيارة، ليقوم المؤسس المشارك للشركة توماس ييتس بقيادتها لبضعة أمتار وهي مقلوبة بالكامل.
بعد لحظات، أُعيدت السيارة إلى وضعها الطبيعي، ليخرج ييتس عبر منحدر خاص، ويحتفل بما وصف بأنه "حرق الإطارات الانتصاري".
إنها بلا شك واحدة من أروع الاستعراضات الفيزيائية لتأثير الديناميكا الهوائية على الإطلاق. وبها نودع تفاحة نيوتن والمفهوم التقليدي للجاذبية ومنظورنا لمستقبل السيارات بالكامل.
تجدر الإشارة إلى أن Spéirling ليست أول سيارة تعتمد على المراوح لتوليد الداونفورس. فقد سبقتها Chaparral 2J في سباقات Can-Am عام 1970، وكانت تستخدم مروحة تعمل بمحرك منفصل من نوع "نفاثة الثلج". كما استخدم المهندس الشهير غوردون موراي الفكرة نفسها في سيارة Brabham BT46B عام 1978، ثم أعاد إحياءها لاحقًا في سيارات T.50 وT.50S.
لكن McMurtry هم أول من قدّم هذا المفهوم بقوة مذهلة وواقعية مدهشة لعامة الناس، بل وتفوقوا مؤخرًا على سيارة رينو فورمولا 1 قديمة في مضمار توب جير محققين زمنًا أقل من دقيقة، وهو إنجاز مذهل لمركبة خارقة مخصصة للحلبات.
ما فعلته McMurtry يتجاوز الاستعراض التقني، إنه إثبات مادي لتفوق الفكر الهندسي الحر. فنحن أمام سيارة ليست فقط خارقة من حيث الأداء، بل خارقة في كسر قوانين الجاذبية ذاتها. وإذا كانت السيارات الكهربائية والمروحيات الهوائية بهذا التطور، فالمستقبل لا يلوّح لنا فقط بالسرعة، بل بإعادة تعريف مفهوم القيادة بالكامل.