وقصّة السيارة بدات بطريقة غير عادية، لتجسّد جاذبية موستانج التلقائية واجماع هواة السيارات على الرغبة باقتنائها. ويوم 15 ابريل 1964، دخلت الامريكية جايل وايز، من دون علمها، تاريخ عالم السيارات بكونها اول مالكة لموستانج. فقد استرعت شغف وايز سيارة موستانج زرقاء مكشوفة، فاشترت السيارة قبل يومين من العرض الرسمي العالمي الاول لها، ومن اول راتب لها كمعلمة.

واسفر اطلاق موستانج عن ظهور فئة "بوني كار" الجديدة والتي الهمت اجيالاً من السائقين المتحمسين لها منذ ذلك الحين.

وعلى مدى العقود الستة الماضية، حققت موستانج نجاحاً لا مثيل له. ففي الولايات المتحدة، تم بيع 418,812 سيارة موستانج في عامها الاول، وتجاوزت مبيعات السيارة حاجز المليون في العام التالي، الى ان وصلت مبيعاتها الى اكثر من 10 ملايين سيارة في العام 2018. وقد قادت موستانج باستمرار قطاع السيارات الرياضية في الولايات المتحدة منذ اطلاقها، وحازت على لقب السيارة الرياضية الاكثر مبيعاً في العالم لاكثر من عقد من الزمن.

ما الجديد في موستانج بالشرق الأوسط؟

موستانج في الشرق الاوسط

تم الكشف عن الجيل السادس من فورد موستانج في برج خليفة بدبي في نوفمبر 2014، ووصل الى صالات العرض في الشرق الاوسط في العام التالي، عبر مجموعة من الطرازات القياسية والاصدارات المحدودة مثل بوليت وماك 1 وكاليفورنيا سبيشال، ما جعلها مطلوبة على نطاق واسع من قبل عشاق هذه الفئة من السيارات.

ويستمر هذا الارث مع وصول الجيل السابع من موستانج جي تي (GTD) التي تم اطلاقها في الشرق الاوسط اواخر العام الماضي. وهي مزودة بمحرك كويوت V8 متطور من الجيل الرابع سعة 5.0 لتر. ويتميز الطراز الجديد بتصميم خارجي جريء ومعاصر، اضافة الى مقصورة قيادة متطورة تكنولوجياً وتركز على راحة السائق، وهي الاكثر تطوراً بين جميع سيارات موستانج حتى الان.

هذا وقد واصلت موستانج حصد الجوائز العالمية والاقليمية، حيث فازت بجائزة سيارة العام في الشرق الاوسط، وافضل سيارة رياضية، وافضل كوبيه رياضية مبيعاً في العالم، وغيرها من الالقاب المستحقة على مدار السنوات الماضية.

والاضافة الجديدة والمثيرة الى التشكيلة الحالية هي سيارة موستانج "دارك هورس"، التي تجمع بين المظهر الجريء والقوة مع محرك V8 سعة 5.0 لتر تم تعديله خصيصاً لهذا الطراز الحصري، والذي يتميز بشكله الهجومي وتصميمه الهادف، ليمنح السائق متعة واثارة سيارة رياضية اصيلة بمحرك V8، سواءً تولّى قيادتها على الطريق او على حلبة سباقات.

موستانج في السينما

من تصميمها الكلاسيكي ذي السقف المائل الى الخلف وصولاً الى هديرها المميز، ظلت موستانج رمزاً ثقافياً بارزاً، حيث ظهرت في عدد لا يحصى من الافلام والمسلسلات التلفزيونية. فقد ظهرت لاول مرة على الشاشة الفضية في العام 1964. ومنذ ذلك الحين، لعبت موستانج "دور البطولة" في بعض اكثر مشاهد المطاردة المثيرة والتي لا تُنسى في تاريخ هوليوود.

وكانت احدى اولى اطلالات فورد موستانج عبر افلام السينما في فيلم جيمس بوند الكلاسيكي "غولد فينجر". ففي مشهد مطاردة شهير، يقود بوند سيارته فوق طرق جبلية سويسرية متعرجة في ما عُرف لاحقاً بسيارة موستانج المكشوفة "موديل 1964 ونصف".

وفي وقت مبكر كذلك، حقّقت موستانج ظهوراً قصيراً في فيلم السباقات الاسطوري "غران بري" في العام 1966. وقاد بطل الفيلم، جيمس غارنر، سيارة شيلبي موستانج GT350 طراز 1965 عبر الطرقات الخلابة فوق مونتي كارلو بعد السباق الافتتاحي للفيلم.

ولعلّ اشهر سيارة موستانج في تاريخ السينما كانت فورد موستانج 390 "جي تي فاستباك" طراز العام 1967، التي اشتهرت بفضل ستيف ماكوين في فيلم بوليت (1968). وقد رسّخت مطاردة موستانج المثيرة عبر شوارع سان فرانسيسكو الجبلية مكانتها في تاريخ هوليوود، حتى انّ طراز "هايلاند جرين" الهم تصميم سيارة موستانج بوليت، التي طُرحت باعداد محدودة في العام 2019.

ومؤخراً، ظهر نيكولاس كيج في فيلم "رحل في 60 ثانية" (Gone in 60 Seconds) وهو يقود سيارة شيلبي موستانج جي تي 500 طراز العام 1967، بلونها الرمادي المعدني، والمعروفة باسم "اليانور". وقد اثار الفيلم حماساً كبيراً بين عشاق السيارات وهواة سباقات الشوارع، ما ادى الى نشاة صناعة كاملة مُكرّسة لاعادة انتاج نسخ "اليانور" من سيارات موستانج القياسية للعام 1967.

موستانج جي تي دي تُحقق رقماً قياسياً جديداً

مع طرح موستانج جي تي دي 2025 كسيارة فائقة الاداء بانتاج محدود، تُواجه فورد تحدياً جديداً في منافسة افضل السيارات الرياضية في العالم.

وقد صُممت موستانج جي تي دي بالتعاون مع شركة ملتيماتيك، وتتميز بديناميكية هوائية متطورة، ونظام تعليق نشط جزئياً، وناقل حركة خلفي ثنائي القابض بثماني سرعات لتوزيع مثالي للوزن. ومع محرك V8 فائق الشحن سعة 5.2 لتر تزيد قوّته عن 800 حصان، تُعدّ "جي تي دي" اقوى سيارة موستانج على الاطلاق للقيادة بصورة "قانونية" على الطرقات.

في الداخل، تُقدّم "موستانج جي تي دي" مقصورة تُركّز على السائق، مع مقاعد "ريكارو" ومقابض تغيير سرعات من التيتانيوم، ومواد فاخرة مثل جلد السويدي من "ميكو"، والجلد الطبيعي، والياف الكربون. وتشمل تقنيات القيادة المتقدمة نظام التحكم المتغير في الجر، وتعديلات تعليق مُلائمة للحلبات، ونظام عادم بصمام نشط من التيتانيوم.

وقد سجّلت فورد موستانج جي تي دي طراز العام 2025 انجازاً تاريخياً كاول سيارة امريكية تُكمل دورة كاملة على حلبة نوربورغرينغ نوردشلايفه الالمانية الشهيرة في اقل من سبع دقائق. وبقيادة سائق فريق ملتيماتيك موتور سبورت، ديرك مولر، حققت السيارة بقوة محركها البالغة 815 حصاناً زمناً للّفة اعتمد رسمياً قدره 6:57.685. ووفقاً للسجلات الرسمية لحلبة نوربورغرينغ، يُمثل هذا خامس اسرع زمن على الاطلاق تُسجله سيارة إنتاج رياضية قياسية، ما يجعل موستانج جي تي دي سادس سيارة فقط في فئتها تكسر حاجز السبع دقائق.

موستانج تُفي بوعودها في سباقات جي تي3

يستمر ارث موستانج في رياضة السيارات مع برنامج سباقات شامل طوّر للطراز الحالي في بعض اكثر السباقات والبطولات تنافسيةً وشهرةً حول العالم. وقد حققت موستانج جي تي 3 GT3 الفوز في احد اكثر سباقات التحمل صعوبةً في رياضة السيارات، وهو سباق رولكس 24 في دايتونا، مسجّلةً بذلك اول فوز عالمي لها في فئة "جي تي3" في شهر يناير الماضي.

وتملك فورد ارثاً عريقاً في سباق دايتونا 24 ساعة. فقد احرزت موستانج اول فوز لها في هذا السباق في العام 1967، وهي تفخر الان بعشرة انتصارات اجمالية، بما في ذلك منافسات شهيرة مثل سباق لومان 24 ساعة الذي احتلت فيه منصة التتويج لاول مرة في العام 2024. اليوم، وفي كل يوم، يحتفل عشاق ومالكو موستانج ليس فقط بسيارة، بل بظاهرة ثقافية صمدت امام اختبار الزمن.