لطالما خضع مجال سباقات السيارات لهيمنة الرجال، ولكن بالرغم من ذلك لم تتهاون بعض النساء لإبراز أن الإمكانيات والموهبة لا تعرف حدودًا. توني بريدنجر هي واحدة من هؤلاء النساء، حيث تمكنت من كسر الحواجز وتخطي العقبات لترك بصمة واضحة في عالم سباقات السيارات، محققة إنجازات غير مسبوقة كسائقة أمريكية من أصول لبنانية عربية.
ولدت توني بريدنجر عام 1999 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية لأب لبناني، ونشأت في بيئة تحفز على المغامرة والتحدي. ومنذ صغرها، أظهرت شغفًا بالسيارات والسرعة، وقد غذى والدها هذا الشغف فقام بتسجيلها في دروس الكارتينج في سن التاسعة. وقد كانت هذه البداية التي أشعلت شرارة عشقها لسباقات السيارات.
ولم تتوقف توني عند هذا الحد، ولم تكتفي بكونها سائقة سباقات هاوية بل واصلت رحلتها نحو الاحتراف. تدربت بجد واجتازت العديد من التحديات، حتى تمكنت من تحقيق حلمها بالمشاركة في سباقات ناسكار الشهيرة. وقد كانت توني أول سائقة عربية تشارك في هذه البطولة، مما جعلها مصدر إلهام للكثيرين، لاسيما الشابات العربيات.
لم تقتصر إنجازات توني بريدنجر على كونها أول سائقة عربية تشارك في ناسكار، بل حققت العديد من الإنجازات الأخرى، من أهمها:
المشاركة في سباقات ARCA Menards: إلى جانب ناسكار، شاركت توني في سلسلة ARCA Menards، وهي سلسلة سباقات أمريكية أخرى ذات شعبية كبيرة.
المشاركة في سلسلة سباقات W: خاضت توني بريدنجر تجربة المشاركة في سباقات W، وهي سلسلة سباقات جديدة تتألف حصريًا من السائقات الإناث من جميع أنحاء العالم. حيث أظهرت مهارات قيادية عالية.
المشاركة في سباقات شاحنات NASCAR Craftsman: توسعت تجربة توني لتشمل سلسلة شاحنات ناسكار، مما يؤكد تنوع قدراتها كسائقة سباقات.
لم تكن مسيرة توني خالية من التحديات. كسائقة أنثى في عالم يهيمن عليه الرجال، فقد واجهت توني العديد من الصعوبات، منها التحيزات الجندرية، التي كانت تخلق شكوكًا حول قدرتها على المنافسة في عالم سباقات السيارات. حيث قالت في إحدى المقابلات الصحفية: “عندما أخبر أي شخص بأني أقود سيارة سباقات، يعتقدون في البداية أنها مزحة، وبعضهم ينفجر بالضحك”. وهو ما جعلها تتحمل ضغوطًا نفسية كبيرة لإثبات نفسها وكسر الحواجز.
ورغم كل التحديات، تمكنت توني بريدنجر من تحقيق نجاح كبير، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرات. ولكن رسالتها للعالم كانت واضحة: لا يوجد شيء مستحيل، والحلم يمكن تحقيقه بالعمل الجاد والعزيمة والإصرار. وقد أكدت ذلك عندما صرحت: “يشرفني ويسعدني أن أكون الأولى، لكن ليس الأخيرة، وآمل أن أمهد الطريق للسيدات العربيات في المستقبل للتميز في مجال سباقات السيارات”.
توني بريدنجر ليست مجرد سائقة سباقات، بل هي رمز للإصرار والعزيمة والتحدي. قصتها تلهمنا جميعًا لتحقيق أحلامنا مهما كانت الظروف، وتذكرنا بأن الإمكانيات البشرية لا حدود لها.