تُعد ستيفاني كووليك واحدة من أبرز الأسماء في مجال الكيمياء والصناعات الحديثة، حيث تركت بصمة استثنائية في تطوير مواد قوية وخفيفة الوزن، أحدثت تأثيرًا جذريًا على صناعات عديدة، بما في ذلك صناعة السيارات. وقد اشتهرت كووليك بابتكارها مادة "الكيفلار" (Kevlar)، التي تُعد واحدة من أهم الاكتشافات الكيميائية في القرن العشرين.
وُلدت ستيفاني كووليك في 31 يوليو 1923 في بنسلفانيا، الولايات المتحدة، وبدأت حياتها المهنية ككيميائية في شركة "دو بونت" (DuPont) عام 1946. كانت كووليك تسعى في البداية إلى دراسة الطب، لكنها انجذبت إلى الكيمياء التطبيقية التي سمحت لها بالعمل على تطوير مواد جديدة ومبتكرة.
في عام 1965، وخلال عملها على مشروع لتطوير ألياف جديدة لاستخدامها في إطارات السيارات، اكتشفت كووليك مادة تتميز بخفة وزنها وصلابتها الكبيرة. هذا الابتكار الذي بدأ كمشروع بسيط لتطوير إطارات سيارات أكثر كفاءة، أدى إلى ظهور مادة "الكيفلار"، التي أحدثت ثورة في عدة صناعات.
الكيفلار هو بوليمر من نوع الأراميد يتمتع بخصائص استثنائية، أهمها القوة العالية، المقاومة الكبيرة للشد، وخفة الوزن. ويتمتع الكيفلار بصلابة تعادل خمسة أضعاف صلابة الفولاذ من نفس الوزن، مما يجعله مادة مثالية لتطبيقات تتطلب القوة والمرونة.
وكان الهدف الأساسي لاختراع الكيفلار هو تحسين إطارات السيارات من خلال توفير مادة خفيفة الوزن وذات متانة عالية لتحسين كفاءة الوقود وزيادة عمر الإطارات. وقد أدى هذا الابتكار إلى تعزيز الأداء الكلي للسيارات، لا سيما في مجالات السباقات والسيارات الرياضية حيث تُعد خفة الوزن عاملاً حاسمًا.
وتأتي تطبيقات الكيفلار في صناعة السيارات كما يلي:
وبالإضافة إلى تحسين الأداء، ساعد الكيفلار في تقليل البصمة الكربونية لصناعة السيارات من خلال تخفيف وزن المركبات، مما أدى إلى تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الغازات الضارة. علاوة على ذلك، فإن استخدام الكيفلار في تقنيات الأمان مثل السترات الواقية من الرصاص وأجزاء الهياكل جعل السيارات أكثر أمانًا في مواجهة الحوادث.
حصلت ستيفاني كووليك على العديد من الجوائز تكريمًا لإنجازاتها، منها إدراجها في قاعة مشاهير المخترعين الوطنية عام 1995. تُوفيت في عام 2014، لكنها تركت إرثًا لا يقتصر فقط على الابتكارات العلمية، بل أيضًا على تحسين حياة الملايين عبر العالم.
ويظل تأثير ستيفاني كووليك على صناعة السيارات مثالًا حيًا على كيف يمكن للعلم أن يغير وجه الصناعات. إن مساهماتها العظيمة، لا سيما في تطوير الكيفلار، وضعت حجر الأساس لتحسين كفاءة السيارات وسلامتها، ما يجعلها إحدى الرواد الذين يستحقون التقدير والاحتفاء.