الزيوت التقليدية والتخليقية من أنواع زيوت المحركات، ويختلفان كليا في الطبيعة والتكلفة وفترات التغيير، ويصل الاختلاف إلى خصائص كل منهما والفعالية في قيام دورهما بالحفاظ على مكونات المحرك من الاحتكاك المهلك له. ومن ثم يأتي السؤال أي الزيوت أفضل للمحرك، وهل يمكن استخدام أي نوع من الزيت؟
الفرق بين الزيوت التقليدية والتخليقية يتمثل في أن الزيت التقليدي يتكون عادة من 75% من الزيت الخام، والباقي مواد مضافة من أجل إكساب الزيت خصائصه مثل اللزوجة والقدرة على تقليل الاحتكاك بين مكونات المحرك والاحتراق عند درجة حرارة معينة والعديد من الخصائص الأخرى.
في حين أن الزيت التخليقي يصنع في المعامل وبالتالي فإن أغلبه من مواد مصنعة ليست زيت خام، ومع ذلك فإن تصنيعه في المعامل يكسبه خصائص متعددة تجعله أفضل من الزيت التقليدي بوجه عام، والفضل في ذلك يعود إلى دقة عملية التصنيع التي تجعل من جزئيات الزيت متطابقة في الحجم إلى حد كبير، ومن ثم يكتسب الزيت خصائص لزوجة وانسيابية أعلى وتمكنه من التغلغل في مكونات المحرك وتشحيم الأجزاء الميكانيكية بفعالية أكبر بكثير.
يجب الإشارة إلى أنه يجب الالتزام بتوصية الشركة المصنعة باستخدام زيت تخليقي بمواصفات معينة وإلا قد ينعكس ذلك على أداء المحرك سلبا، وأما إذا تُرك الخيار لمالك السيارة لاستخدام الزيوت التقليدية والتخليقية بدون تحديد، فيجوز حينها التبديل بين نوع الزيت المستخدم، واستخدام زيت تخليقي بدلا من التقليدي والعودة إلى زيت تقليدي.
يفضل عند تغيير الزيت من نوع إلى آخر عمل تنظيف داخلي للمحرك، كما أورد الخبراء أن تغيير الزيت من التقليدي إلى التخليقي بعد مدى سير 200 ألف كيلو على سيارة لم تستخدم الزيت التخليقي قد يؤدي إلى ظهور مشاكل مثل تسرب الزيت الذي يحدث بسبب وجود أماكن تسرب من قبل، لكن سيولة الزيت التخليقي جعلته يصل إلى تلك الأماكن ويتسرب منها، وأيضا هناك احتمالية صغيرة من سماع أصوات غريبة عند التغيير.
من الأسئلة الشائعة في موضوع الزيوت التقليدية والتخليقية تتعلق بمدى السير بالزيت التخليقي، فيمكن السير بالزيت التخليقي لمسافة 10,000 كيلو متر بدون تغييره، بل طورت زيوت تخليقية تستطيع الصمود حتى 30,000 كيلو متر، وسواء كنت تستخدم الزيوت التقليدية أو التخليقية فيجب الاهتمام دائما بمتابعة مستوى الزيت، حيث من الشائع في محركات الاحتراق الداخلي نقصان زيت المحرك بعد الاستخدام بسبب احتراق كمية منه، وحينها يجب زيادة مستوى الزيت إلى المستوى المحدد دون ترك انخفاض مستوى الزيت إلى 30% بأي حال.
إن كان سعر الزيت التخليقي القادر على الصمود حتى 10,000 كيلو متر يصل إلى ضعف سعر الزيت التقليدي، وهو أقل من ذلك في الغالب، فإنه وبحكم عمره الأطول تصبح المسافة المطلوبة لتغييره نحو الضعف، من 5,000 إلى 10,000 كيلو متر مقارنة بالزيت التقليدي، ومن ثم فإن التكلفة الحقيقية في تغيير الزيت التخليقي أقل من الزيت التقليدي، ناهيك من كفاءته الأعلى في الحفاظ على المحرك، وفترات التغيير الأطول، ولذا فإن الاستثمار في استخدام الزيت التخليقي سيصبح موفرا.
ويبرر ارتفاع أسعار الزيوت التخليقية تجهيزها الدقيق في المعامل واعتمادها على مواد ليست متوفرة بالساهل ومقدار المجهود والوقت الكبيرين الذي يتطلبه، لكن يبقى في كل الأحوال استخدام الزيت التخليقي أفضل للسيارة ولمحفظتك من الزيت التقليدي.
مع الضغط العالي للزيت والحرارة العالية المسببة بانحراق الوقود الداخلي ودخول الشوائب إلى الزيت فإن الزيت، سواء كان تقليدي أو تخليقي، مع مرور الوقت يتحول إلى اللون الأسود، كما تتآكل أجزاء دقيقة من المحرك وتتسرب داخل الزيت، ويصبح الزيت شحما بعد ذلك، ثم يتحول إلى مواد صلبة إذا ركنت السيارة بدون استخدام.. ولذا ينصح بتغيير الزيت التقليدي كل 6 أشهر والزيت التخليقي بعد سنة بحد أقصى، وحتى لو لم تقطع السيارة سوى مسافة 1,000 كيلو متر في تلك الفترة. وبالطبع تؤثر بيئة القيادة على الزيت، فالبيئة المتربة ذات درجة الحرارة العالية تطلب تبديل الزيت بشكل مبكر وبعدد أقل من الكيلومترات.
كاتب محتوى متمرس في الكتابة عن السيارات عاشق للسيارا منذ الطفولة وكنت محظوظ بكون مهنتي متعلقة بها