يساهم القير الاوتوماتيك في جعل قيادة السيارة سهلة ومريحة وأكثر بساطة مقارنة بالسيارات التي تستخدم قير يدوي، غير أن تعطله يتطلب إصلاحات مكلفة ولا يجب أن يُستهان بها، ويمكننا أن نتعرف على العطل المحتمل للقير، كأن يعلق القير في سرعة مع ارتفاع عدد دورات المحرك قبل الانتقال للسرعة التالية، أو تنقله بشكل سريع بين السرعات على نحو غير طبيعي، أو أن يصدر أصوات عند النقل بين وضعيات القيادة بين الرجوع للخلف R والقيادة العادية D، أو حتى لا تتحرك السيارة في وضع الرجوع للخلف. بشكل مختصر هذه مجموعة من سلوكيات السائق التي تؤثر على عمر القير الاوتوماتيك وجودة عمله والتي ينصح الخبراء بتجنبها.
المهم بالنسبة لعمر القير الاوتوماتيك واستمرار عمله في الصيانة الدورية هي عملية تغيير زيت القير والذي ينصح به في منطقتنا أن يكون تغيير زيت القير بين 60 إلى 80 ألف كيلو متر. وحتى لو ادعت الشركات أن زيت القير يعيش مدى الحياة فهذه معلومة مغلوطة وفقا لشركة ZF المصنع الشهير للقير في سيارات علامات شهيرة مثل جنرال موتورز وفورد وبيجو وأستون مارتن ومرسيدس وبي ام دبليو، إذ أكدت على ضرورة تغيير الزيت كل 100 ألف كيلو متر حتى لو كتب على القير أنه يستخدم زيت مدى الحياة ولا يغير من قبل الشركة المصنعة، ومسافة 100 كيلو متر هذه موصى بها في أوروبا حيث البيئة باردة؛ ولذا كان الأمثل لمنطقتنا الحارة حسب الخبراء هو تغيير الزيت بين 60 إلى 80 ألف كيلو متر.
وفي المناطق الحارة من العالم، مثل دول الخليج، خاصة لمن يعتادون على إجهاد سياراتهم على الطرق الوعرة والأعمال الشاقة، ينصح لهم تركيب مبرد الزيت، حيث أن أسواء عارض للزيت هو الحرارة العالية التي تتسبب في تفكيك أجزاءه وفقدان خواصه في الحفاظ على القير الاوتوماتيك، وخاصة أن مبرد الزيت أسعاره في المتناول.
قم بإيقاف سيارتك باستخدام الفرامل ولا تستخدم القير بالنقل مباشر من وضعية R إلى D وكذلك من D إلى R قبل وقوف السيارة تماما، فوظيفة الفرامل هي إيقاف السيارة وليست وظيفة القير، واستخدام القير الاوتوماتيك في هذه الممارسة أثناء القيادة يؤثر سلبيا على قطعة اسمها حزام الفرامل أو Brake Band التي وظيفتها إيقاف مجموعة تروس داخل القير، لكن ليس وظيفتها إيقاف السيارة نفسها، وإن كانت القطعة غير باهظة الثمن، فالمشكلة في أن تلفها يؤثر على عمر القير ومن ثم تتحول تكلفة الصيانة إلى تكلفة استبدال القير الباهظة، فإن كانت تكلفة قطعة حزام الفرامل غير باهظة فإن تكلفة الصيانة نفسها قد تصبح مرتفعة لأن الاستبدال يتطلب فك القير بالكامل.
أحد أسباب المؤدية إلى عطل القير الاوتوماتيك هو النقل إلى وضع الركن P والسيارة تمشي إذ أن ذلك يؤدي إلى كسر مسنن صغير في القير لأنه لا يستحمل إيقاف وزن السيارة وإن لم يتم تغيير المسنن المكسور فإن وضع الركن لن يعمل، أي عند النقل إلى وضع P سيعمل كأنك في وضع N، غير أن الجزء المكسور يظل موجودا في القير ومن ثم يؤدي إلى تعطيل القير بشكل كلي.
يشاع هذا التصرف من سائقي السيارات، أن يضع السيارة في وضع N عند النزول من طريق مرتفع أو عند تهدئة السرعة بشكل عام، والاعتقاد أن في ذلك توفيرا للوقود، في حين أكد خبراء أن العكس هو الصحيح حسب التجارب، أي أن توفير الوقود في حالة التهدئة والنزول من على مرتفع يكون أفضل في وضع D. أما موضوعنا هنا أن هذا الفعل يؤثر على عمر القير، فكيف؟ أن وضع N يقلل من دورات المحرك ما يجعل عمل تزييت المحرك والتبريد على وتيرة أقل، وبعبارة أخرى يكون تزييت المحرك وتبريده أفضل في وضع D حيث تكون دورات المحرك أعلى ، وهذا أفضل للحفاظ على القير.
أضف إلى ذلك أفضلية السلامة بالاستمرار في وضع D عند النزول من أعلى أو تهدئة السرعة دون النقل الوضع إلى N، لأن الفرملة لسبب طارئ أو المناورة التي تطلب الضغط على دواسة البنزين حينها يجبران السائق أولا إلى التبديل إلى وضع D، وقد يفوت التوقيت المناسب. وتجدر الإشارة إلى أن فعل النقل إلى وضع N عند النزول من مرتفع أو تهدئة السرعة يعد مخالفا للقانون في بعض الدول.
هذا يحدث إذا دخلت في بسيارتك في مياه مرتفعة لفترة، فهذا يؤدي إلى تسرب مياه إلى مختلف السوائل في السيارة، ولذا ينصح بتغيير جميع سوائل السيارة بعد هذه التجربة، والأكثر أهمية هو تغيير زيت القير، بل وربما يجب تغييره أكثر من مرة، لأن خلط زيت القير بالماء يفقده خصائصه ويتسبب في أعطال مختلفة للقير، ولذا يكون تغييره مطلوبا أكثر من مرة حتى يُصفى الزيت.
كاتب محتوى متمرس في الكتابة عن السيارات عاشق للسيارا منذ الطفولة وكنت محظوظ بكون مهنتي متعلقة بها