حساس الكرنك يلعب دورا كبيرا في سير المركبة إذ يعد أحد أهم مكونات المحرك التي تدخل بشكل أساسي في عملية تشغيل المحرك وعمل السيارة، في السطور التالية نتعرف على وظيفة حساس الكرنك ومكانه وطريقة عمله ثم نتطرق بعد ذلك لمعرفة أعطاله وأسبابها والعلامات الدالة على وجود عطل في حساس الكرنك.
قبل أن نتعرف على دور حساس الكرنك يجب أن نعرف أولا عمود الكرنك فهو المسؤول على تحويل حركة المكابس الترددية داخل المحرك إلى حركة دورانية، والتي عدد دوراته تطابق عدد دورات المحرك RPM. أما حساس الكرنك والذي يعرف اختصارا بحروف CKP اختصار الكلمة Crankshaft Position Sensor فيقوم أولا بتحديد موقع وزاوية عمود الكرنك وعدد دوراته، حتى يستطيع تحديد موقع المكبس، ويقوم بإرسال إشارة أولية إلى كمبيوتر السيارة عند بدء تشغيل المحرك، وهذه الإشارة تلعب دورا كبيرا في تعيين توقيت شرارة شمعات الإشعال وتوقيت وفترة فتح الصمامات والسحب والعادم وتوقيت حقن البخاخات.
وحتى يستطيع أن يؤدي وظيفته على أكمل وجه، يتواجد حساس الكرنك في أحد موضعين محددين، تتفرق شركات السيارات بينهما؛ فقد يكون في الجزء الأمامي من المحرك حيث يوضع أمام بكرة عمود الكرنك الأساسية، أو في الجزء الخلفي من المحرك ناحية صندوق التروس فيكون أمام ترس الحدافة (الفولام).
تمتثل آلية عمل حساس الكرنك لقوانين الحث الكهرومغناطيسي، ويبدأ عمله عند تشغيل المحرك ودوران عمود الكرنك، ومن خلال ترس الحساس وتفاعله مع المغناطيس تتولد شرارة كهربائية تحمل معلومات عمود الكرنك ويتم إرسالها إلى كمبيوتر محرك السيارة، ويمكن لحساس الكرنك أن يقرأ علامة مميزة على عمود الكرنك وحينها بالتحديد يقوم بإرسال إشارة بأن عمود الكرنك أتم لفة كاملة حول محوره. وبعبارة أخرى تتوقف منظومة الاحتراق الداخلي بأكملها على حساس الكرنك، حيث تنتظر منظومة الاحتراق الداخلي إشارة من حساس الكرنك حتى يتم حقن الوقود وبدء الشرارة، وعليه فإن وجود مشكلة في حساس الكرنك يؤدي إلى خلق مشاكل في المحرك.
من أعراض تلف حساس الكرنك صعوبة تشغيل المحرك، حيث أن حساس الكرنك كما ذكرنا يلعب دورا رئيسيا في عملية بدء إشعال المحرك، وعدم أداء وظيفته بشكل دقيق يؤدي إلى صعوبة تشغيل المحرك بسبب نقص المعلومات التي يوفرها الحساس عن توقيت وسرعة عمود الكرنك. ومن الأعراض الشهيرة أيضا التوقف المفاجئ للمحرك، وهذا يحدث نتيجة قطع الإشارة مرة واحدة أو إرسال إشارة منطقية يعجز المحرك عن اتخاذ قرار بناء عليها لحقن الوقود أو إشعال الشرارة، ومن ثم قد تلاحظ تقطيع في عمل المحرك يؤدي إلى توقف المحرك بشكل نهائي.
واهتزاز المحرك يعد من العلامات التي قد تشير إلى وجود خلل في حساس الكرنك، لأن تلف الحساس الذي ينتج عنه فشل تحديد موقع عمود الكرنك، يؤدي إلى أن تصبح عملية توقيت عمود الكرنك عشوائية، ومن ثم تحدث أصوات طقطقة نتيجة حدوث الاحتراق الداخلي في توقيت غير مناسب، وهو ما يصاحبه اهتزاز المحرك. ويكون أحد أسباب ظهور إضاءة فحص المحرك هو وجود عطل في حساس الكرنك، ويمكنك خلال الفحص قراءة إشارة حساس الكرنك ومتابعة تغييره فإن لم تتغير القيمة أو وجدت قراءات غير منطقية فيدل ذلك على وجود خلل بحساس الكرنك. وتعد الزيادة الملحوظة في استهلاك الوقود إشارة إلى وجود خلال في حساس الكرنك وعدم القدرة على حساب توقيت عمود الكرنك بشكل دقيق من أجل أن تكون عملية احتراق الوقود بكفاءة عالية.
الأعراض السابقة تشير إلى وجود تلف في حساس الكرنك، وتلك الأعطال لا تحدث من العدم، بل قد يؤدي إليها مجموعة من الأسباب المختلفة، ومنها انتهاء عمر الحساس الافتراضي، والمعروف أن حساس الكرنك يقل عمره عن المتوسط في البيئات شديدة الحرارة، ناهيك من التعرض لدرجة حرارة شديدة دفعة واحدة والتي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى التلف الفوري للحساس. وأيضا تعرض الحساس للمياه يتسبب في تلفه. وقد يكون السبب في تلف الحساس أن مقبس التوصيل لم يغلق جيدا، أو تم قطع أحد أسلاك الحساس. أيضا تسرب الزيت من مبرد الزيت على حساس الكرنك يؤدي إلى تلفه، وأخيرا قد يكون التلف بسبب وجود عطل بنظام التحكم في المحرك وإن كان السبب الأخير قليل الحدوث.
كاتب محتوى متمرس في الكتابة عن السيارات عاشق للسيارا منذ الطفولة وكنت محظوظ بكون مهنتي متعلقة بها