عندما يتعلق الأمر بأداء سيارتك، فإن العامل الرئيسي هو المحرك، وتختلف قدرات السيارات وقوتها وأدائها على الطرق باختلاف محركاتها، فهناك العديد والعديد من أنواع المحركات والتي تختلف باختلاف عنصر تزويدها بالطاقة، سواء كان البنزين أو الكهرباء أو الهيدروجين أو حتى الدمج بين هذه العناصر، ومحركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالبنزين والديزل تختلف عن بعضها باختلاف تكوينها وترتيب الاسطوانات بها، فهنا المحركات التي توزع اسطواناتها بشكل متوازي وهناك التي توزع على شكل حرف W، ولكن حديثنا اليوم عن تلك المحركات التي توزع اسطوانتها على شكل حرف V.
إن كان محرك سيارتك يمتلك تكوين يتم توزيع فيه الاسطوانات على حرف V فهو أحد أنواع محركات الاحتراق الداخلي، وتلك المحركات ععادة ما تحتوي على أعداد زوجية من الأسطوانات، 2 أو 4 وهكذا وصولاً إلى العدد 12 وحتى في مرات نادرة 16. وتتمحور الفكرة الرئيسية من توزيع اسطوانات المحرك على شكل حرف V حول توفير مساحة أكبر للأسطوانات، وبالتالي الحصول على تكوين يمتلك عدد أكبر من الاسطوانات، وهو ما يعني قوة حصانية أكبر وعزم أقوى بكثير.
ويعود تاريخ هذا النوع من المحركات لعام 1889 في ألمانيا، حيث لم يتوقف الأمر عند استخدامه في السيارات فقط، بل تم استخدامه في القوارب وبعض الطائرات، مما يعطينا لمحة عن قوته الجبارة، فيما يلي نحدثكم أكثر عن محركات V بتفصيل أكبر.
لنبدأ بمحرك V2، والرقم هنا يعني عدد الاسطوانات كما ذكرنا، ما يعني أن محرك V2 فيمتلك في جعبته أسطوانتان فقط، مما يعني أنه يحتل مساحة صغيرة مقارنة بالمحركات الأخرى، ولهذا عادةً ما تتواجد هذه المحركات في الدراجات النارية، وذلك بسبب أنها تُعتبر مناسبة لحجم الدراجة النارية والأداء المتوقع منها.
يليه في عدد الاسطوانات محرك V4، ويأتي هذا النوع من محركات V الأقل استخداماً، والسبب في ذلك، يرجع إلى تعقيد النظام الذي يتكون منه هذا المحرك بشكل خاص وصعوبة تجميعه، مما جعل تواجده في السيارات قليل.
ثم بعد ذلك يأتي محرك V6 الأكثر شيوعًا، والأكثر قوة من نظيره V4. فقد أثبت هذا التكوين من محركات V أنه أكثر كفاءة، مما جعله من محركات السيارات المفضلة عند بعض شركات السيارات، وذلك لأنه يستخدم مساحة صغيرة ويخدم الديناميكا الهوائية للسيارة بشكل أفضل. تلك المزايا جعلته يقدم أداءًا لافت للأنظار في عالم سباقات السيارات.
أما محرك V8، فهو يمتلك تكوين أسطوانات يشكلون حرف V مرتبطين بعمود مشترك ومحورين، كل محور يحتوي على أربع أسطوانات. وقد ارتبط هذا النوع من المحركات بالسيارات الفارهة التي تبحث عن القوة الكبيرة والأداء العالي والعزم الجبار، مما يجعله خياراً مثالياً لكُبرى شركات السيارات التي تصنع سيارات فارهة عالية الأداء.
وكما ذكرنا آنفًا، كلما ارتفع عدد الأسطوانات في المحرك، كلما زادت قوته بشكل ملحوظ. لذلك عندما نأتي لمحرك V10، فهذا يعني أننا وصلنا للحديث عن أحد أسرع وأقوى محركات السيارات في العالم، وهي السيارات الرياضية عالية الأداء. فمحركات V10 تقدم قوة حصانية مرعبة مقارنة بسابقيها من التكوينات.
أما محركات V12 الجبارة، المكونة من 12 أسطوانة مقسمة لمجموعتين، كل مجموعة تحتوي على 6 أسطوانات، وعادةً ما تكون الزاوية الفاصلة بين كل مجموعة هي 60 درجة، فيتم استخدامها في العديد من السيارات الخارقة والمحركات البحرية ومحركات الطائرات، وهو ما يعطينا تخيل عن قوتها الرهيبة وحجم الطاقة التي تستطيع توفيرها.
وأخيرًا، قد تجرأ عدد من صناع السيارات بتقديم محركات V16، ولك أن تتخيل مدى القوة والأداء التي تقدمها السيارات التي تحتضن هذه المحركات، في الواقع لا تتخيل، فقط انظر لسيارات مثل بوجاتي فيرون طراز العام 2005.