شاهد معظمنا نماذج السيارات الطائرة في أفلام الخيال العلمي على مدار سنوات عديدة إذ بدأ ظهورها منذ ثمانينات القرن الماضي بأعمال مثل Back to the Future ما رسخ هذه الفكرة لدى أشخاص كثيرين عن المستقبل ووضعهم في حالة انتظار لموعد خروج هذا الابتكار للنور.
ولعل يكون هذا خبر سار للمهتمين بمجال السيارات الطائرة، عشرات الشركات تعمل حالياً على تطوير طرازات بهذا القطاع باستثمارات تبلغ ملايين الدولارات وتسعى لتقديمها للعملاء في أسرع وقت.
قد يرى البعض اقتصار أغراض هذا الابتكار على الرفاهية ولكن حقيقة الأمر أنه لديه القدرة للتأثير بشكل واضح على عمليات التنقل حيث تعاني مئات المدن على مستوى العالم من التكدس المروري وانخفاض جودة شبكة الطرق لذا يمكن أن يتمثل الحل المستقبلي في التاكسي الطائر.
ترجح المصادر أن التاكسي الطائر سيوفر خدمة التنقل الجوي داخل المدن بشكل مشترك وسيتم تنفيذ ذلك عبر تطبيقات إلكترونية لطلب الخدمة ويأتي ذلك بجانب توصيل البضائع ما بدأت به بعض الشركات الكبرى منها ألفابيت المالكة لجوجل والتي تمكنت من الطيران حتى 100 كم بينما تقتصر حمولتها على 1.5 كيلوجرام.
لكن على الجانب الأخر قدمت بعض الشركات سيارات طائرة متمكنة من نقل حمولة أعلى بلغت 200 كيلوجرام في طائرة فولودرون المطورة عبر شركة فولوكوبتر المملوكة لمرسيدس والتي يمكنها الطيرات حتى مسافة 400 كم بينما كانت قد استعرضت Sabrewing Rhaegal نموذجاً قادر على استقبال حمولة تتخطى 2400 كيلوجرام.
يوجد دور للسيارات الطائرة في القطاع الطبي أيضاً عبر دعم خدمات الطوارئ لنقل المرضى السريع والمستلزمات الطبية بين المستشفيات.
يطلق على السيارات الطائرة اسم electric vertical take-off and landing aircrafts أو eVTOL ما يشير لطريقة عملها إذ ترتفع بشكل رأسي في خط مستقيم ثم تبدأ حركة طيرانها في الجو واستغنت أغلب النماذج المقدمة حتى الأن عن الجناحات أثناء عملية الطيران واستبدلتها بأذرع دائرية تحمل وحدات الدفع الكهربائية وتتحرك لتغيير الاتجاه بتوجيهات السائق وقد يحتوي البعض الأخر على بوابات تقوم لتوظيف الهواء أثناء عمليات الهبوط والمغادرة.
أغلب النماذج المقدمة تعتمد على الكهرباء للطيران عبر تخزن الطاقة في بطاريات بينما ما زالت التقنيات تحت التطوير إذ توفر مدى سير منخفض، ما يهدد الأمان أثناء الطيران وقد يؤدي لهبوط مفاجئ ويعمل البعض الأخر بخلايا وقود الهيدروجين حيث يحدث تفاعل بين الهواء وخلايا الهيدروجين ما ينتج عنه طاقة تخزن كهربائية داخل بطارية ولكن تمثلت مشكلة تلك النوعية في مستوى القوة المنخفض الغير قابل لدفع السيارة الطائرة.
وقد أشار راني بلاوت، رئيس شركة إير التنفيذي العاملة على تطوير السيارات الطائرة، لإمكانية هبوطها في مختلف المناطق ما دامت آمنة وليست ملكية خلصة بأحد الأفراد ولن يتوجب إيقافها بأماكن محددة، بينما تعمل شركة مثل فولوكوبتر على تطوير بنية تحتية لنقاط الهبوط بجانب التنسيق مع الجهات المتخصصة لتنظيم حركة المرور الجوية.
بم تحصل هذه المركبات على تراخصيص العمل الرسمي ةحتى الأن بينما وضعت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي EASA المعايير اللازمة لتصاميم المركبات من أجل ضمان الأمن والسلامة لكن لن تحتاج جميع الطرازات للرخص خاصة من أجل قيادتها.
تأسست شركة فولوكوبتر في 2011 وتعد مرسيدس المساهم الأكبر بها، حتى 2021 كانت قد تلقت استثمارات بقيمة بلغت 322 مليون دولار من كيانات مثل جيلي وإنتل.
واستعرضت شركة سوبيرنال المملوكة لهيونداي نموذجها خلال العام الماضي في معرض للطائرات، بتعاون بين مجموعتي هيونداي ورولز رويس القابضة للاستفادة من خبرات الشركة الكورية بالمركبات الكهربائية والاستعانة بالعملاق البريطاني لتواجده في مجال الطيران منذ سنوات طويلة.
كما تستثمر مجموعة تويوتا 390 مليون دولار في شركة جوبي أفييشن القائمة بتطوير السيارات الطائرة بينما تدعم مجموعة ستيلانتس شركة أرتشر أفييشن بقيمة 150 مليون دولار.
حتى الأن تقتصر جميع هذه المشاريع على كونها نماذج مستقبلية لم تدخل خطوط الإنتاج بعد بينما كانت تستهدف سوبيرنال تقديم نسخة مبدئية في 2025 على أن تتجه السيارة الطائرة للجو رسمياً بحلول 2028، ولكن شركات أخرى مثل فولوكوبتر قالت أن الانطلاق مرتبط بالحصول على التراخيص والاعتمادات اللازمة فإذا تم ذلك في أواخر العام يمكن أن تبدأ الرحلات الرسمية في أوروبا خلال 2024.
نشات على حب المحركات وقررت تحويل شغفي لعملي الأساسي, أرى الشخصيات الحقيقية وراء السيارات واسعى لتقديم محتوى جاذب لمختلف محبيها