في مواجهة موجة من التصاميم المتشابهة التي تغزو سوق السيارات العالمية، أعلنت مرسيدس-بنز عن مسار تصميمي جديد ومميز، يُعيد للسيارات هويتها الفريدة. غوردن فاغنر، رئيس قسم التصميم في مجموعة مرسيدس-بنز، أكد خلال مشاركته في معرض شنغهاي للسيارات أن الشركة تسعى لتجاوز نمط "البحر الرمادي" من السيارات عديمة الشخصية، وأنها لن تقبل بأن تتحول مركباتها إلى مجرد "أجهزة تنقل بين نقطتين".
وقال فاغنر: "أسوأ ما في التصاميم الحديثة هو غياب الهوية". وكان يشير بذلك إلى الطوفان من السيارات الكهربائية المتشابهة، خصوصًا في السوق الصينية، والتي تفتقر إلى الطابع الفريد والعاطفة التي تميز السيارات الفاخرة. وأضاف: "عندما نتحدث عن الفخامة، فنحن لا نتحدث فقط عن وسيلة نقل، بل عن علاقة عاطفية، عن شغف. الناس لا يريدون أجهزة ووسائل نقل مجردة، بل يريدون شيئًا يرغبون به".
فاغنر أوضح أن فلسفة التصميم الجديدة ترتكز على قيمة "الاحترام" التي يرى أنها متأصلة في هوية مرسيدس. فالمستخدم الذي اختار هذه السيارة، هو شخص ناجح يستحق منتجًا يعكس مكانته، لا سيارة تفتقر إلى روح أو هوية.
وأشار إلى اختبارية مرسيدس فيجين V الجديد، التي تم الكشف عنها في معرض شنغهاي، باعتبارها مرآة لهذه الفلسفة. فالاختبارية تمهّد للجيل القادم من فئة V كلاس، وتعتمد على منصة VAN.EA الجديدة، وتتميز بشبك أمامي مضاء، وأضواء LED متقدمة، وهيكل منحوت بعناية. أما الداخل، فهو أقرب إلى صالة فاخرة خاصة، بشاشة عرض عملاقة بمقاس 65 إنش و42 مكبر صوت!
وأضاف فاغنر: "الشبك الأمامي الأيقوني لمرسيدس له رمزية لا مثيل لها. نحن لا نؤمن بأن الحجم وحده يكفي. بل يجب أن يكون التصميم ذا معنى أعمق، كما هو حال المعابد والكنائس التي تبث الإحساس بالعظمة".
في تحول استراتيجي، تسعى مرسيدس لتوحيد الهوية التصميمية لسياراتها الكهربائية وسيارات محركات الاحتراق الداخلي. فبعد الجدل حول تصاميم سيارات EQE وEQS البيضوية، بدأت العلامة في اعتماد لغة تصميم أكثر اتساقًا، والتي ظهرت بالفعل في سيارات مثل جي كلاس وCLA الجديدة، وستمتد إلى GLC والجيل القادم من إي كلاس وإس كلاس.
وقد أوضح فاغنر: "في البداية، أردنا أن نظهر أن السيارات الكهربائية مختلفة، لذا جعلنا تصاميمها أكثر مستقبلية وانسيابية. لكن اليوم، لم يعد هذا التمييز يهم العملاء، لذلك سنبتعد عن ذلك الاتجاه".
وقد أعلنت مرسيدس عن خطة طموحة تشمل إطلاق 17 طرازًا كهربائيًا جديدًا، و19 طرازًا تقليديًا بحلول عام 2027، ما يمنح المصممين مساحة واسعة للتعبير عن فلسفة "الاحترام" وترسيخ هوية مرسيدس في وجه المنافسين الألمان والتحديات الصينية القادمة.
مرسيدس تخطو خطوة ذكية بالحفاظ على تفردها في سوق يزداد تشابهًا، وهي تدرك أن الفخامة ليست في الأداء فقط، بل في الإحساس الذي تنقله السيارة. توحيد التصميم بين سيارات المحركات التقليدية والكهربائية مع الحفاظ على الهوية البصرية قد يكون مفتاح الحفاظ على الريادة.