تقترب السيارات الحديثة من كونها "أجهزة كمبيوتر تسير على عجلات"، حيث تأتي مزودة بأنظمة مساعدة السائق الذاتية، وشاشات عرض كبيرة، واتصال بالإنترنت، وطرق متعددة للمزامنة مع الهواتف الذكية. لكن، في سباق الابتكار والمنافسة بين الشركات، قد تكون التكنولوجيا قد تجاوزت حدودها الطبيعية. فبينما ساهمت بعض التقنيات في تعزيز الأمان، قد تكون الأخرى سببًا في إحداث تشتيت وخلق تعقيدات للمستخدمين.
مشكلات تتعلق بالخصوصية
نشرت مؤسسة Mozilla تقريرًا يشير إلى أن السيارات الحديثة تمثل تهديدًا كبيرًا لخصوصية البيانات. ويشير التقرير إلى أن السيارات الحديثة قد تحولت إلى "كابوس خصوصية". بفضل تقنيات مثل حساسات الحركة والضغط، ونظام تحديد المواقع (GPS)، والكاميرات، والميكروفونات، واتصال الهواتف الذكية، يمكن للسيارات الحديثة جمع كمية هائلة من المعلومات حول السائقين والركاب.
ووفقًا للتقرير، من بين 25 علامة تجارية شعبية تم فحص سياساتها المتعلقة بالخصوصية، فإن 21 علامة منها تسمح للشركات بمشاركة أو بيع بيانات العملاء لمزودي الخدمات الخارجية، وسماسرة البيانات، وشركات أخرى. وقد تبين أن سياسات اثنين من أشهر الشركات العالمية تشمل حتى بندًا ينص على أن كل منهما قد تجمع بيانات حول التوجهات الجنسية.
بالرغم من تأكيد المتحدثين الرسميين من الشركتين أن هذه البيانات ليست جزءاً من الممارسات اليومية للشركتين، إلا أن مجرد وجود هذه البنود في السياسات يثير القلق حول كيفية استخدام هذه البيانات ضد الأفراد في حالات معينة.
التكاليف الباهظة للإصلاح
إلى جانب مشكلات الخصوصية، يواجه مالكو السيارات عالية التقنية تكاليف إصلاح مرتفعة للغاية. فيقول أحد المختصين، أن إصلاح السيارات التي تحتوي على تقنيات مساعدة السائق المتقدمة أو الميزات المحوسبة يمكن أن يكون أكثر تكلفة بثلاثة أضعاف مقارنةً بالسيارات العادية. فعلى سبيل المثال، استبدال الزجاج الأمامي لم يعد عملية بسيطة، بل يحتاج إلى زجاج متخصص لإعادة معايرة الكاميرات المثبتة على السيارة.
وبينما تأتي بعض هذه الميزات، مثل المكابح الآلية للطوارئ، بفوائد أمان واضحة، إلا أن تكاليف إصلاحها تعتبر عبئًا ماليًا إضافيًا على المالكين.
مشاكل المستخدمين مع التكنولوجيا المعقدة
أظهرت تقارير المستهلكين أن العديد من السائقين يشعرون بالإحباط من الميزات التقنية المعقدة في السيارات الحديثة، مثل المقابض الإلكترونية، وواجهات الترفيه، والشواحن اللاسلكية. وبينما قد تقل هذه التكاليف والمشكلات مع مرور الوقت وازدياد شيوع هذه السيارات، إلا أن الفجوة بين ما يتم تسويقه وما يقدمه النظام فعليًا في الحياة الواقعية ما زالت تسبب مخاطر.
كمثال على ذلك، ميزات التحكم التكيفي بالسرعة والمساعدة في الحفاظ على المسار قد توحي للسائقين بأنهم يستطيعون الاعتماد على السيارة بشكل كامل، بينما الحقيقة تتطلب الانتباه الكامل من السائق.
السيارات الحديثة قد تكون عالية التقنية وتوفر ميزات أمان متقدمة، لكنها تأتي بتعقيدات من حيث الخصوصية، التكاليف، وفهم المستخدم للتكنولوجيا والتقنيات ذاتها. ويظل من المهم للسائقين أن يكونوا على دراية كاملة بتفاصيل وحدود هذه الأنظمة وعدم الاعتماد الكامل على التكنولوجيا في رحلاتهم.